IMLebanon

المليشيات تدعم سيطرة إيران على السوق العراقية

Baghdad-Shorjah-Market
“كل شيء ممكن التجارة فيه ما دام يستورد من إيران، إنها تجارة مربحة، فالسوق العراقية باتت تستوعب كل منتج إيراني حتى التالف منها”، ذلك ما أكده لـ “العربي الجديد” تجار عراقيون صارت إيران وجهتهم المفضلة للتجارة. أسباب عديدة جعلت من إيران قبلة لاستيراد البضائع إلى العراق، بعض التجار، تحفظوا على ذكرها، وآخرون لم يترددوا في كشفها لأنها “أصبحت معروفة من قبل الجميع” بحسب كامل الجواري، أحد تجار المواد الغذائية، الذين ألغوا تجارتهم مع دول أخرى، ويمموا وجهتها شطر إيران. وقال الجواري، الذي كان يستورد مواد غذائية من عدد من الدول، إن الإبقاء على مصادر تجارته يعني “الإفلاس”، موضحاً أن “السوق العراقية مسَيطر عليه من قبل مليشيات الحشد الشعبي، الذين يسهلون استيراد جميع البضائع الإيرانية، ويضعون العراقيل أمام البضائع من دول أخرى”. ويحاول الجواري أن يصمد كي لا تطيح به رياح “الطمع والكسب الحرام” وفق قوله، موضحاً أن تجاراً غيره “يكسبون مبالغ طائلة من جراء استيراد البضائع الإيرانية التالفة”. دخول المليشيات المسلحة على خط التجارة جمد مصالح الكثير من التجار، حيث صار من الصعب استيراد منتجات سعودية، على الرغم من أن الحدود بين البلدين آمنة، لكن “تعرض المليشيات لبضائع كانت قادمة من السعودية، ومصادرتها أكثر من مرة، كانت رسالة كافية لقطع التجار علاقتهم بالبضائع السعودية؛ حفاظاً على مصالحهم”، وفق ما أكده ناجي الفياض، صاحب شركة لنقل البضائع، لـ “العربي الجديد”. وقال فهد الشمري، صاحب مستودع لحفظ البضائع، إن الكثير من المواد الغذائية التركية والسعودية، كان يتم حفظها في المستودعات، لافتاً إلى إن “المليشيات تمنع عن طريق أتباعها من العاملين في الجهات الرقابية الرسمية، السماح بخروجها من المستودعات ودخولها السوق إلا قبل أيام قليلة من انتهاء صلاحية استخدامها”.

والسبب وفق قوله لـ “العربي الجديد” هو “لضرب الصناعة التركية والسعودية لصالح الإبقاء على البضاعة الإيرانية المستفيد الوحيد في السوق العراقية”. أصحاب متاجر لبيع المواد الغذائية أكدوا في أحاديث لهم مع “العربي الجديد”، أن الجهات الرقابية، تتحفظ في جولاتها التفتيشية على إتلاف المنتجات الإيرانية، وإن كانت مدة صلاحيتها منتهية، بحسب تأكيداتهم، مشيرين إلى أن “منتجات أخرى تلتزم هذه الجهات بتطبيق القانون اتجاهها، وتشدد على مدة صلاحيتها”. “الكيل بمكيالين” بحسب نوفل عطا الله، صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في بغداد، أجبره على عدم المجازفة بالتعامل مع بعض المنتجات، مؤكداً في حديثه لـ “العربي الجديد” على وجود بعض المنتجات الإيرانية داخل متجره، “كونها المسيطرة على السوق والأرخص ثمناً ويرغبها الناس؛ وهي جميعها مواد منزلية”. ومع ذلك يبدو عطا الله، وغيره الكثير من أصحاب المتاجر، رافضين التعامل بالمنتجات الغذائية الإيرانية؛ لشعورهم بأن “غالبيتها منتهية الصلاحية، خاصة المعلبات والأجبان والحليب”. وتلعب المصالح الاقتصادية دوراً هاماً مقابل طبيعة العلاقات السياسية، وفقاً لخبراء اقتصاديين، وبالرغم من أن العلاقات بين العراق ودول مجاورة كالسعودية وتركيا، طبيعية، إلا أن الاقتصاد العراقي بات مسيطرا عليه من قبل إيران، وفق ما قاله خبراء، وبالتالي صارت التجارة في العراق سلاح تستخدمه إيران لضرب خصومها ومنهم السعودية وتركيا، هذا بالإضافة إلى ما تجنيه من السوق العراقية، الذي تنفرد البضائع الإيرانية المختلفة بمركز الصدارة فيه.