IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 9/2/2015

newtv

رعيّةُ مار مارون السياسيةُ جافته في عيدِه شفيعُ الموارنة ومنذ ألفٍ وستِمئةِ عامٍ لم تَمُرَّ عليه حالةُ نُكرانِ الرعية وفي عيدِه وصل ليعاينَ الفراغَ في أعلى كرسيٍّ مارونيّ..

لم يلمحْ مار مارون رئيساً في الكنسية ولا مشروعَ رئيسٍ قادمٍ في الدربِ إلى بعبدا والقادةُ الموارنةُ لم يسألوا لا عن كرسيِّهم ولا عن شفيعِهم فهم لم يَحضُروا احتفالَه في وسَطِ بيروت.. أما “بْراد” مملكةُ مار مارون فهي متعذّرةٌ على الزيارةِ بسبب وقوعِها في ريفِ حلبَ تحتَ سيطرةِ الإرهاب.

محاصرٌ أبو الموارنةِ في مَرقدِه السوريّ.. ومصادرةٌ قراراتُ رَعيتِه في لبنان حيثُ يَمتنعُ أبناؤُه السياسيونَ الكبارُ عن فكِّ الحصارِ عن بعبدا.. أربعةُ قادةٍ ولا رئيس.. ولو جاء مار مارون وترشّح شخصياً لرفضوه واستمرَّ الفراغ هو الصراعُ الأبديُّ الذي غالباً ما ينتهي بحروب فهل قَرع وليد جنبلاط أجراسَ الكنيسةِ في الوقتِ الراجح؟

يَقترحُ جنبلاط بُعداً وطنياً لانتخاباتِ الرئاسة لكنّه أبقى على غموضٍ في طرحِه حتى يتلقّفَه الشارعُ المارونيّ.. فجاءَه التلقّفُ مِن الرئيس نبيه بري الذي قرأَ في العقلِ الجنبلاطي وإذا تجاورنا القراءةَ والتحليلَ لما يَصبو إليه زعيمُ الحزبِ التقدميِّ وذَهبنا إلى فرضياتٍ مُحتملةٍ للطرح.. نجدُ أنّ مِن بينِها التوجّهَ نحوَ ترشيحٍ مَسيحيٍّ غيرِ حَصريٍّ بالموارنة فحسْب والتاريخُ لم يكن جافّاً من هذا الطرح إذ اختبرتْه السياسةُ اللبنانيةُ عامَ اثنينِ وثمانين قبلَ التوجّهِ إلى ترشيحِ الرئيسِ بشير الجميل حينذاك تداعتِ القُوى الوطنيةُ إلى اجتماعٍ حَضرتْه أطيافٌ متنوعةُ الطوائفِ واقتَرحت ترشيحَ النائبِ عن طائفةِ الروم الكاثوليك نصري المعلوف للرئاسة وقد تولى النائبُ مُحسن دلول آنذاك تسويقَ هذا الطرح لدى نائبِ الرئيسِ السوريِّ عبد الحليم خدام الذي لم يضعِ الخَتمَ السوريَّ عليه.

رئيسٌ منَ الطائفةِ المسيحية..لا يحتكرُه الموارنة من دونِ بقيةِ الطوائف لأنّهم على مرِّ التاريخ كانوا إما يدخُلون الرئاسةَ بحرب.. وإما يَخرجونَ منها بتسليمِ الفراغ أما إذا تعذّر على المسيحيينَ أيضاً انتخابُ الرئيس.. فلْنذهَبْ عندئذٍ إلى رئيسٍ مِن الشعبِ وبالمداروةِ بينَ جميعِ الطوائف فبمئتين وستينَ يوماً لم تَقمْ قيامةٌ للرئيس.. وهي لن تقومَ ما لم يَشعرِ المعنيونَ بها بأنّ هذا المنصبَ ما عاد مؤتمناً لهم وسيسقطُ مِن يدِهم لأنهم يراهنونَ عليه في السوقِ الدَّولية.. ويبيعونَه لإيرانَ والسعودية.. ويخصّبونه بالنووي.. فيما بمقدورِهم إنتاجُه هنا في الطردِ المركزيِّ المحلي.