رغم قرصنة موقع “دمشق ليكس”، تتابع مؤسسة “مسارات” المشرفة على هذا الموقع نشر الوثائق المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وخطفت المؤسسة منذ ايام الأنظار مع كشفها وثائق أثبتت وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية واعدام 4 منهم، ووثائق أخرى تحدثت عن رسالة نقلها الأمين العام لـ”حزب الله” إلى إسرائيل عبر روسيا بأن الحدود مع لبنان هي “الأهدأ“.
“النهار” تحدثت مع مدير المؤسسة لؤي المقداد، وطرحت تساؤلات حول صحة الوثائق ومصدر تسريبها، فقال: “الوثائق جهد عامين من عملية أمنية معقدة اشترك فيها عسكريون ومدنيون يشغلون وظائف رسمية واخرون انشقوا عن النظام وجرى تأمينهم في مناطق آمنة، كما هناك من لا يزال في الداخل ويشغل مواقع حساسة مع النظام، خصوصاً أنه ما أن تنشر الوثائق يعلم النظام هوية مسربها نظراً إلى محدودية عدد الذين من الممكن الاطلاع عليها”. وأشار إلى أن “اعضاء الشبكة التي عملت على تسريب “وثائق دمشق” يعملون في مختلف دوائر النظام العسكرية والأمنية والسياسية والديبلوماسية وهذا ما يفسر تنوع الوثائق، كما أن بعضها تم تسريبه من طهران وبيروت“.
وبرأي المقداد أن “مسألة صحة الوثائق غير قابلة للنقاش فحتى نظام بشار الأسد وحلفائه غير قادرين على إنكار أي حرف منها”، وتحدى المقداد “أن ينكروا… لأن الوثائق فيها اسماء وتواريخ وأحداث من غير الممكن فبركتها او تحريفها او إضافتها”، متسائلاً: “كيف لنا مثلا ان نعرف اسم معتقل عربي أو اجنبي وتاريخ اعتقاله والإفراج عنه ورقم جواز سفره وكل هذه المعلومات التي تأكدنا من صحتها من دول عدة”، وأضاف: “المعلومات الواردة في المستندات والمراسلات تنفي اي احتمال للتزوير، فضلاً عن أن محاضر الاجتماعات مثبتة بمحاضر رسمية موجودة لدى الطرفين وفي دوائر عدة“.
وتحدى المقداد نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف أن ينكر أو ينفي حرفا واحداً من محاضر الاجتماع التي نشرناها في شأن اجتماعاته و (وزير الخارجية) سيرغي لافروف مع (نائب وزير الخارجية السوري) فيصل المقداد وما دار فيها. ونحن مستعدون لأي مواجهة في هذا الخصوص وفي جعبتنا إثباتات اكثر عن تلك المحاضر“.
لماذا الآن بدأتم نشرها؟ يجيب المقداد: “الأمر يعود إلى طبيعة العمل الأمني الدقيق الذي قامت به مجموعة العمل وظروف تتعلق بتأمين المنشقين وتعقيدات كثيرة أخرى، كما كنا أخذنا القرار بتجميع أكبر عدد ممكن من الوثائق لنشرها بشكل متتال ولضمان أمن المتعاونين معنا في الداخل“.
أما في شأن الوثائق المتعلقة بالشأن اللبناني، فكشف المقداد لـ”النهار” عن أن “المؤسسة ستنشر الأسبوع المقبل مذكرة موجهة من رئيس مكتب الأمن القومي إلى بشار الأسد وتتضمن إدانة واضحة (للنائب) ميشال عون في ملف المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري”، لافتاً إلى “وجود الكثير من الوثائق المتعلقة بالشؤون اللبنانية- السورية وفيها الكثير من الادانات والأدلة على شخصيات عدة، فهناك آلاف الوثائق، كما لا يزال هناك بعض المصادر في الداخل نعتمد عليها”.