“الفراغ” سيكون سيد الرئاسة الاولى.. الخيبة ستكون من نصيب الاقطاب الموارنة المرشحين دوما لترؤس كرسي بعبدا فالرئيس المنتظر لن يُفصّل على قياس هؤلاء مهما بلغت الاندفاعات وعلا سقف وعود السفراء العرب والاجانب.
ثمة حقيقة لا يمكن انكارها تتعلق بتشعب امومة الجنين اللبناني الرئاسي وارتباطها بملفات اقليمية لعل ابرزها مصير سوريا والرئيس بشار الاسد، والمفاوضات بين ايران ودول الخمس زائد واحد، والحرب الباردة بين موسكو وواشنطن.
ثمة حقيقة اخرى مفادها ان اللعبة الرئاسية هذه الدورة اصبحت في يد ايران وواشنطن حصرا، الدور العربي لم يعد له الوقع المباشر على هذا المسار، اكثر من ذلك ثمة من يهمس بان حزب الله سينال حصة الاسد في تحديد مصير المرشح الرئاسي ولكن بعيدا عن جنرال الرابية..
يحق للمرشحين الدائمين المعروفين سلفا انتظار 25 ايار والتحضير له بكل ما يملكون من قوة.. لكن المعطيات من كواليس العاملين على خط الاستحقاق الرئاسي لا تبشر هؤلاء بالخير.. فالاحلام شيء والواقع شيء آخر.. وهذا الواقع يقول بان رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون مثلا من الاسماء القليلة التي تستحق لقب سيد بعبدا الا ان وصوله او ايصاله الى الكرسي بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا.. في حين ان مصير الموارنة المحسوبين على 14 آذار لا يمكن حتى البحث به جديا.
دعم هذا الواقع تلخصه صولات وجولات اصحاب الشان اللبنانيين في هذا الملف امثال البطريرك بشارة الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط حول مواصفات الرئيس العتيد دون التطرق الى الاسماء.. هناك شبه ثقة بان الرئيس المنتظر لن يكون من 8 او 14، حتى انه لن يكون وسطيا… مداولات الغرف المغلقة تصب في خانة مرشح توافقي من غير المعلن عنهم ولم يطرح اسمه بجدية في سوق البازار الرئاسي.. المفاجاة قد تكون هنا او في مكان اخر… قائد الجيش العماد جان قهوجي او كما يسميه بعض الدبلوماسيين قائد مكافحة الارهاب اسم مقبول رغم الاعتراضات.
طرح قهوجي للرئاسة موضوع قديم جديد عمره من عمر بدء تسليم الرئاسة الاولى الى قائد الجيش… الحق يقال ان موضوع مكافحة الارهاب في المستقبل سيكون هو المتربع على راس كل السلطات في لبنان… فلماذا لا يكون العماد قهوجي في بعبدا اذا، والعميد شامل روكز قائدا للجيش وبديلا عن الرئاسة التي لن تصل للجنرال عون؟؟
سؤال يشغل بال العاملين على خط الاستحقاق الرئاسي في الداخل والخارج، غربلة الاسماء المرشحة للرئاسة تختلف عن غربلة الاسماء الممكن تبنيها والتي يجب ان تتوافق مع المرحلة سواء في لبنان او سوريا او موسكو او واشنطن او طهران.
قد تكثر المفاجآت في الاستحقاق الرئاسي… الانتظار سيد الموقف.. اليوم هذا الاستحقاق بحكم المؤجل والاقطاب مستبعدون.. لكن من يدري كيف سيكون وقع التطورات السورية وشكل الصفقات التي ستتم على تداعياتها…. لا سيما وان اعادة انتخاب الرئيس الاسد مجددا ستكون الفيصل الذي سيحدد وجهة الرئاسة الاولى في لبنان…
الكاتب: منال زعيتر
المصدر: اللواء