رأى النائب نضال طعمة في تصريح اليوم أن “كل لبناني يرغب برئيس حر يستطيع أن يطفو بخياراته فوق الجميع دون أن يستفز أحدا إلا بالحق والقيم الوطنية التي يمكن أن تكون أساسا متينا لقيام الدولة القوية والعادلة في لبنان، وهنا يكمن التحدي الحقيقي، فهل سيستطيع المجلس النيابي أن يوصل هكذا رئيس إلى سدة الرئاسة، أم أننا سنذهب إلى اختيار أفضل الممكن خوفا من الفراغ؟”
وقال: “أسئلة تنتظر اكتمال الصورة لتجد الأجوبة المناسبة لها. في كل الأحوال يبقى المعيار الأساسي الذي نعتمده هو خير البلد، ووحدة القوى السيادية فيه، لأن وحدة الصفوف شرط أساسي لمواجهة التحديات الوطنية في مرحلة ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وخاصة أن المعايير الثابتة من أجل ضمان استقرار لبنان، ما زالت بعيدة المنال وتفتقر إلى تقاطعات حقيقية بين مختلف مكونات الحياة السياسية في البلد”.
ورأى أن “الحديث عن صفقة بين الرئيس الحريري والعماد عون يبقى ضربا من الخيال، فدولة الرئيس أعلنها ذات مرة أن آفاق التلاقي مع العماد عون ليست مقفلة، ومنطلقها عودة هذا الأخير إلى نهج ثورة الأرز، وإذا كان ذلك حاصلا فلا يمكنه أن يعني تبني ترشيح أي كان لموقع الرئاسة بل يعني انتاج واقع سياسي جديد ستكون له ارتدادات سياسية متنوعة ونتائج جديدة، تقود البلد إلى ما هو أفضل، كما أننا لم نتخذ قرارا إطلاقا بالتخلي عن ترشيح أو تبني ترشيح آخر، وقوى الرابع عشر من آذار مصرة على أن تكمل مشوار الاستحقاق الرئاسي موحدة كما بدأته، ولأن الواقعية السياسية تفترض كل الاحتمالات، نتعامل بموضوعية مع الواقع، راجين أن نستطيع إنقاذ البلد من الفراغ الذي يهدد كرسي الرئاسة، ففي الفراغ تعميم للاحباط، نريد ألا يصيب الوطن والمواطنين”.
أضاف: “يحاول البعض أن ينبش الماضي، والبعض الآخر أن يعمم شعارات توحي بأن القضية مبتوتة، وأن الأيام الآتية ستكشف المستور المتفق عليه. إن الخطورة في مثل هذا الكلام تكمن في تخدير مشاعر اللبنانيين وخداعهم، وحري بنا أن نقول لهم أن الوضع هو فعلا معقد في البلد، وأن ثمة ارتباط حقيقي بالملفات الإقليمية، ولا سيما الأزمة السورية، وإن كان الخطاب السياسي هذه الأيام، يهادن نوعا ما في هذه القضية، لإفساح المجال لأي تفاهم ممكن في ملف الرئاسة”.
وختم: “يشهد العالم اليوم تقديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار لبنان وأحبه واعتبره رسالة فريدة في العالم ينبغي ان نحافظ عليه لنحافظ على القيم الروحية الصحيحة في كل الأديان السماوية مترجمين السماحة والتسامح في العيش الحقيقي الواحد بين الناس. وهذا شأن القديسين والأولياء أن يزرعوا الفكر المحب المستنير بين الناس. وهنا نسأل شفاعة يوحنا بولس الثاني كي يلهم الله اللبنانيين ويكونوا على مستوى الفكر الحر الذي ارتضاه لهم والذي وحده يستطيع ان ينقذ بلدهم”.