علمت “المركزية” ان اللقاء بين الرئيس سعد الحريري ووزير “التيار الوطني الحر” جبران باسيل انعقد ظهر اليوم، وبحسب ما افادت اوساط تيار المستقبل “المركزية” بعدما وصل الى باريس الوزير باسيل امس اتيا من روما والرئيس الحريري من الرياض. واكدت ان رئيس “المستقبل” حرص على عقد اللقاء خارج المملكة العربية السعودية التي تفضل عدم حصوله على اراضيها كي لا يفسر في غير محله ويُحَمَمل اكثر مما يحتمل.
ومع ان مصادر “التيار الوطني الحر” تعتبر “الجمّعة” الباريسية حاسمة في مسار اعلان العماد عون ترشحه، فان نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق انطوان اندراوس اكد لـ”المركزية” ان “المستقبل” لن يتبنى ترشيح عون، لان الطائفة السنية لن تنسى ما فعله في حقها، وهو جاهز لفتح الملفات مجددا ضد “المستقبل” لانه لن يتبنى ترشيحه. واكد التمسك بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، داعيا عون الى اقناع المسيحيين به كمرشح توافقي قبل ان يقنع المسلمين.
واشارت مصادر نيابية في قوى 14 اذار لـ”المركزية” الى ان كل ما يدور في افق المشاورات والاتصالات بين مختلف القوى السياسية، ان في لبنان او في الخارج لا يعدو كونه حرق مراحل وتقطيع وقت، الى حين نضوج الطبخة الرئاسية والالتقاء الدولي والمحلي على الرئيس التوافقي المقبول من خارج صف القيادات، التي تبدو حظوظ وصول اي منها الى كرسي بعبدا شبه معدومة، ووضعت لقاءات التيارين “الحر والمستقبل” في خانة ملء الوقت الضائع وتهدئة الشارع.
وعززت موقفها بالاشارة الى كلام نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي استبعد حصول تفاهم بين عون والحريري على تبني الاول للرئاسة والى موقف حزب الله الذي عبر عنه نائب كتلة الوفاء للمقاومة كامل الرفاعي لـ”المركزية” امس مستبعدا بدوره هذا التبني ومحددا اسماء اخرى قد يتبناها الحزب من بينها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي والنائب السابق جان عبيد.
وفي انتظار ما قد يخرج من لقاء الحريري – باسيل من معطيات عشية الجلسة الانتخابية غدًا المتوقع عدم توافر نصابها بالاستناد الى المتوافر من معلومات، فان الاجتماع المرتقب عقده بين الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي ينتقل من روما الى فرنسا للمشاركة في الاحتفال السنوي لمنظمة “فرسان مالطا” في مدينة لورد، يشكل محطة مهمة في سياق حركة المشاورات الهادفة الى تأمين ظروف التوافق على هوية الرئيس العتيد، خصوصا انه يأتي بعد المواقف التي اطلقها الراعي من عين التينة اثناء توجهه الى مطار بيروت للمغادرة الى روما حيث قال انه مع رئيس توافقي مقبول من الجميع، الامر الذي قرأت فيه اوساط سياسية مراقبة رسالة الى بعض القادة الموارنة الذين أخلوا باتفاق 28 اذار الشهير متوقعة ان يزور الرئيس نبيه بري بكركي اثر عودة الراعي الى بيروت المرتقبة وفق معلومات “المركزية” في السابع من ايار المقبل.
ولم تستبعد الاوساط ان ينقل الراعي الى الحريري هواجسه ازاء الوصول الى المرحلة الاخيرة من المهلة الدستورية من دون التمكن من انتخاب رئيس، ودخول البلاد في الفراغ بما يوجب التنبه لمنع تنفيذ هذا السيناريو والدفع نحو اتمام الاستحقاق في موعده.
واعتبرت ان اكثر من عامل بات يرفع منسوب الخشية من تسلل الفراغ في ظل انشغال دول الغرب بملفات اقليمية ودولية ضاغطة من بينها اوكرانيا وسوريا والمفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية وتدهور العلاقات الاميركية – الروسية على خلفية الملف الاوكراني، بما يضع ملف لبنان على رف الانتظار بعيدا من سلم اولويات عواصم القرار، الا انه لا يسقطه من حساباتها وهي تكتفي بالايعاز لمن يلزم بوجوب عدم تعريض استقراره للخطر وابقاء المظلة الواقية لامن لبنان واقتصاده.
وتبعا لذلك تقول الاوساط السياسية ان الحراك الدبلوماسي الناشط لعدد من الدبلوماسيين لا سيما السفير الاميركي ديفيد هيل في لبنان والخارج لا ينفصل عن الايعاز الغربي بمتابعة الملف الرئاسي اللبناني بعناية واهتمام.
الا ان الاوساط نقلت شبه استياء غربي من محاولة بعض الاطراف السياسيين في لبنان تسويق معلومات غير صحيحة عن تبني ودعم مرشح معين والايحاء بالسعي الى ايصاله الى السدة الرئاسية خصوصا ان مواقف دول الغرب معروفة ويكررها سفراؤها من دون تردد: لا اسماء ولا لوائح ولا تزكية لمرشح على آخر، فاللبنانيون يختارون رئيسهم ضمن المهلة الدستورية لا اكثر.