أوضح مصدر سياسي مطلع قريب من المحادثات الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي أنّ العماد ميشال عون يستند في مجمل قراءته على تسريبة أميركية وصلت إليه مفادها أنّ واشنطن لا تمانع وصوله إلى الرئاسة، ويستند في الوقت نفسه إلى التسوية التي تمّ التوصل إليها بين 8 و14 آذار، خاصة بينه وبين تيار المستقبل” لتشكيل الحكومة في شباط الماضي، متوقعًا أن تنسحب على الانتخابات الرئاسية.
ورغم أنّ عون يدرك جيداً أنّ “تيار المستقبل” لن يغامر بفرط عقد تحالف 14 آذار من خلال دعم ترشيحه للرئاسة، إلا أنه يعول بحسب ما تروّج أوساطه على كلمة سر سعودية في ربع الساعة الأخير، وبناء على ذلك اختار خوض المعركة في الكواليس، لا في العلن كما فعل خصمه اللدود رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
وقال المصدر المطلع لصحيفة “السياسة” الكويتية أنّ “حزب الله” اختار السير وراء حليفه عون حتى الساعة وسيواصل ذلك أقلّه حتى 25 الجاري، موعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنّه في الأسابيع اللاحقة سيضطر للتدخل المباشر لفرض خياره وتنفيذ مخططه. والى حينه سيواصل دعم عون في تطيير النصاب بجميع الجلسات التي يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولا يستطيع الحزب مجاراة عون إلى ما لا نهاية إذا اختار المضي في طريق “إما أنا وإما لا رئيس”، لأنّ المعطيات الإيرانية تختلف تماماً عن حسابات عون، سيما أن الملف اللبناني هو أحد الملفات الثانوية المدرجة على طاولة المحادثات الاقليمية. ويدرك الحزب أن وصول عون إلى الرئاسة سيفرض على إيران تقديم تنازلات في مكان آخر في المنطقة، لذلك يتحسب لأي مفاجآت محتملة، أبرزها إمكانية انقلاب عون على محور دمشق – طهران، أو بالحد الأدنى الابتعاد عنه بشكل تدريجي، إذا ما حصل على لقب فخامة الرئيس.
وبحسب معلومات المصدر، فإن الفراغ لا يزال المرشح الأقوى في المرحلة الحالية، وأنّه بعد انقضاء 25 الجاري سيخرج الملف الرئاسي برمّته من أيدي الفرقاء اللبنانيين، ليصبح على طاولة المحادثات العلنية والسرية في عدد من العواصم العربية والاقليمية والدولية.
وختم المصدر أنّ احتمال الوصول إلى فراغ في السلطة التشريعية، إضافة إلى الشغور في موقع الرئاسة وما قد يرافقهما من اضطرابات تزعزع الاستقرار، سيدفع القوى الاقليمية والدولية إلى أن ترمي بكل ثقلها للوصول إلى تسوية بشأن الرئيس الجديد قبل أيلول المقبل، وبالتالي فإنّ الفراغ الرئاسي المتوقع لن يطول أكثر من أربعة أشهر، ولن يكون بوسع “حزب الله” مجاراة عون إلى ما لا نهاية في لعبة ابتزاز الفريق الآخر من خلال تطيير النصاب.