ثلاث محطات مؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، فمع انطلاق العد العكسي لموعد جلسة الانتخاب الرابعة الخميس المقبل، تتجه الانظار الى ثلاث محطات اساسية قد يكون لها وقعها على مصير الاستحقاق.
المحطة الاولى خارجية تتمثل، وفق معلومات “المركزية” باللقاء الاميركي – الايراني المرتقب عقده في 13 الجاري، الثلثاء المقبل، لاستكمال البحث في آخر تفاصيل الملف النووي قبل الانتقال الى المرحلة الاخيرة منه عشية اجتماع دول الـ5+1.
وتشير المعلومات المتوافرة لـ”المركزية” من مصادر دبلوماسية عربية الى ان الامور تبدو متجهة نحو الايجابية والتوافق. وتوازيا، تحدثت المصادر عن لقاءات سعودية- ايرانية قد تعقد قريبًا، يواكبها حراك فرنسي – اميركي – فاتيكاني عنوانه العريض منع الفراغ في رئاسة الجمهورية والمحافظة على دور وحضور المسيحيين في لبنان وكشفت في السياق عن زيارة قام بها مسؤولان فاتيكانيان الى لبنان اخيرًا اجريا خلالها اتصالات مع مسؤولين كنسيين دون سواهم ركزت على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية يجسد الارادة المسيحية ويعزز الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، مؤكدةً ان المسؤولين لم يعقدا أي لقاء سياسي التزامًا بحرص الدوائر الفاتيكانية على عدم الانخراط في الصراع السياسي الداخلي بعدما اعتذرت الفاتيكان عن عدم استقبال اي من الشخصيات المسيحية المرشحة لرئاسة الجمهورية، كما تجنب سفير الفاتيكان في لبنان غبريال كاتشيا لقاء اي من هؤلاء التزاما بهذا التوجه واكتفى بتأكيد مبدأ ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها.
بدوره قال دبلوماسي عربي في باريس لـ”المركزية” ان تواصلا فاتيكانيا – فرنسيا – اميركيا بدأ منذ مدة بهدف انجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان، وانتج حراكا فرنسيا في اتجاه عدد من عواصم منطقة الشرق الاوسط وتحديدا المملكة العربية السعودية وايران، لما لهما من دور مؤثر في اخراج الاستحقاق الرئاسي اللبناني من دائرة التجاذب الطائفي المتحكم بقضايا المنطقة، متوقعا ان يتبلور المشهد الرئاسي في لبنان في ضوء نتائج هذا التحرك.
اما المحطة الثانية فداخلية بامتياز يجسدها حراك الرئيس الجميل “لانقاذ الجمهورية” وزيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” مرشح قوى “14 اذار” للرئاسة سمير جعجع الى بكركي والموقف المهم الذي اطلقه بعد لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، مؤكدًا استعداده للانسحاب لمصلحة مرشح تتفق عليه قوى 14 اذار، والذي شكل منطلقا لحراك متجدد على مستوى هذه القوى. والى حراك الراعي الذي زار بعبدا والجميل وموقف جعجع، اكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان حراكًا من نوع آخر برز على خط القادة الموارنة عنوانه ضرورة اخراج الاستحقاق من حال المراوحة القاتلة والاتفاق على مرشح مقبول من الجميع واسقاط مقولة “انا او لا احد” لدى المرشحين المسيحيين، للانطلاق بعدها في البحث عن البدائل، وهو حراك يتلاقى في اهدافه مع تصور الرئيس الجميل. واشارت الى ان هذا الحراك حتمته نصائح خارجية، وداخلية من القوى غير المسيحية بوجوب التقاء المسيحيين على مرشح او اكثر يطرحونه فيسير به الجميع وعدم ترقب ان يختار الآخرون عنهم، والا فان البلاد متجهة حكما نحو الفراغ في رئاسة الجمهورية.
ويتداخل في المحطة الثالثة اكثر من عامل لعل ابرزه الجلسة التشريعية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري الاربعاء المقبل لمناقشة تقرير سلسلة الرتب والرواتب، على وقع موجة اعتراض واسعة من الهيئات النقابية. وقد اعتبرت اللجنة المركزية للمتعاقدين في التعليم الثانوي اليوم ان “لجنة النائب جورج عدوان فيها عدوان اساسي وواضح وصارخ في حق المتعاقد برفع أجر الساعة، مطالبة بوقف هذا الاعتداء الفاضح من اللجنة والغائها فورًا”، ذلك ان بعض المراقبين يربط بين تحريك الهيئات النقابية سياسيا وبين الملف الرئاسي من زاوية توظيفها في اتجاه الضغط في اتجاه معين قد يكون اقتصاديا او امنيا في استعادة لسيناريو 8 ايار 1993، ويعرب هؤلاء عن خشيتهم من استمرار الضغط المطلبي وتداعياته الخطيرة في خضم الانهماك بالاستحقاق الرئاسي الذي سيتأثر مباشرة، خصوصا ان جلسة التشريع واقعة قبل يوم واحد على موعد جلسة انتخاب الرئيس التي يتوقع ان تشكل محطة اساسية تنطلق بعدها جملة مبادرات لانقاذ الاستحقاق الذي يدخل معها مدار الايام العشرة الاخيرة قبل موعد 25 ايار حيث تصبح فيه الرئاسة شاغرة.
ويؤكد هؤلاء على ضرورة تنبه القادة المسيحيين عموما والموارنة خصوصا، والاتفاق على الحد الادنى قبل فوات الاوان، والا فان مقولة الاختيار المسيحي لرئيس الجمهورية تصبح فارغة المضمون ويستجلب المسيحيون بأنفسهم التدخل الخارجي.