رأت مصادر نيابية بارزة أن “حزب الله” يقارب مسألة إنتخابات رئاسة الجمهورية من أربع زوايا رئيسية، الأولى تنطلق من ترك موجة الترشيحات الأولى تأخذ مجراها المعتاد لتصل الى الطريق المسدود والدخول في مرحلة إنقضاء الولاية كي يتسنى له تسويق أو تزكية الشخصية التي يتكتم على إسمها في الوقت الحاضر ويراها مناسبة لتبوء المنصب تحت شعار عدم إطالة مرحلة الفراغ.
أما الزاوية الثانية فترتكز على تجنّب الكشف عن إسم هذه الشخصية التي يعتبرها مؤهلة لشغل المنصب وتحقق مصالحه الداخلية والخارجية على حدٍّ سواء في الوقت الحاضر، لئلا يؤدي ذلك الى حرق إسمها منذ البداية وتسهيل التصويب عليها من قبل الخصوم تحديداً وقطع الطريق نهائياً على ترشيحها من جهة وعدم إثارة مشاعر الحلفاء وتحديداً النائب ميشال عون المرشح المستتر حتى الساعة لهذا المنصب من جهة ثانية.
أما الزاوية الثالثة التي يعتبرها الحزب ضرورية في كل ما يتعلق بمسألة الانتخاب، فهي تجنّب الإعلان عن دعم ترشيح حليفه النائب ميشال عون والاكتفاء بالإجابة عن كل من يسأل نواب الحزب وقيادييه عن هذه النقطة بالقول: “إن النائب عون لم يعلن عن ترشحه حتى اليوم كي يتم تبنّي أو رفض هذا الترشيح من الحزب”. وبهذا الجواب المبهم يتم التهرّب من الإجابة الحقيقية عن السؤال ويبقى موقف الحزب رمادياً برغم كل الإشادات وتصريحات عون الداعم للمقاومة.
في حين تبقي النقطة الرابعة من هذه المسألة وهي تتعلق بمعرفة الحزب حق المعرفة، موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرافض ضمناً تأييد انتخاب النائب ميشال عون لمنصب الرئاسة الأولى تحت أي ظرف من الظروف، برغم تكتمه وعدم إعلانه لهذا الموقف حتى اليوم استناداً الى التباينات والاختلافات التي حصلت بينهما طوال السنوات الماضية ولم يتم تجاوزها أو التغاضي عنها برغم كل محاولات الحزب المتواصلة لطيّها ووضعها موضع النسيان.
ومن وجهة نظر المصادر المذكورة، فان اعتماد “حزب الله” لهذا الاسلوب، يحقق له ما يريد من أهداف يسعى إليها، أوّلها، إبعاد خصومه التقليديين خصوصا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وثانياً قطع الطريق نهائياً على إمكانية وصول عون، وأخيراً فتح الطريق بسهولة أمام المرشح المستور الذي يفضله لتولي منصب الرئاسة الأولى في المرحلة الحالية.