Site icon IMLebanon

المواصفات السعودية للرئيس العتيد

لا يأخذ لبنان الكثير من اهتمام الدوائر السعودية، وإن كانت مواقيت الاستحقاق الرئاسي صارت داهمة لاختيار خلف للرئيس ميشال سليمان، ولهذا تترك الرياض مسافة بينها وبين نيران الانتخابات اللبنانية. وفق أمراء السعودية، كما يرى زوارها، فإنّ مواصفات الرئيس العتيد واضحة في أذهان المعنيين بالملف اللبناني.

ويرى الزوار بحسب “السفير” أنّ الاستقرار اللبناني هو هدف أساسي للسياسة السعودية في لبنان، ومن ضمن هذه المنظومة تأتي رؤيتها لسلاح “حزب الله”. إذ تعتبر أنّه من الضروري احتواء هذا السلاح ووقف انتشاره وأن يكون منسجماً مع الحالة اللبنانية بحيث لا يعرّضها للاهتزاز أو للخطر، من دون أن يعني ذلك فقدان وظيفته الإستراتيجية في مواجهة إسرائيل.

وبالتالي لا بدّ من الاعتراف بهذا السلاح، وفق الزوار، ضمن أطر مضبوطة، وإخراجه من الحياة السياسية، إلا فيما يتعلق باستراتيجية مواجهة إسرائيل.

وهكذا يشير الزوار إلى أنّ العماد ميشال عون يحاول الترويج لترشيحه على أنّه النموذجي لدفتر الشروط السعودي، من دون أن يعني ذلك أن المسؤولين السعوديين مقتنعون بوجود “كيمياء” بين دفتر المواصفات التي ينشدونها، وبين “خارطة العروض” التي يقدمها الجنرال.

ومع ذلك فإنّ الحوار لا يزال قائماً بين “الحريريين” و”العونيين”، حيث يتصرف الفريق الأول على أنه محاور هادئ فيما يقدم الفريق الثاني مرشحه على أنه نموذجي، مع العلم أنّ علاقة “التيار الأزرق” بمسيحيي “14 آذار” استراتيجية، ومن شأنها أن تكون عثرة أمام تقدم الحوار بين الرابية وبيت الوسط.

ولهذا يعتقدون أنّ الرياض ترفض استقبال أي مرشح ماروني للانتخابات الرئاسية. لا ميشال عون ولا سمير جعجع. لأنّ أي لقاء علني في هذه الظروف بالذات يعني أنّ عباءة الرضى ألقيت على كتفيّ من ستفتح له أبواب الديوان الملكي. وهكذا غلّف لقاء الوزير السابق جان عبيد بوزير الخارجية السعودية بكثير من الكتمان.

إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الرياض قررت السير بخيار وزير الخارجية السابق. ولكن يبدو، وفق الزوار، أن جان عبيد قد يكون نموذجاً بالنسبة للمسؤولين السعوديين ليكون رئيساً لما بعد ميشال سليمان، من دون أن تُفهم هذه النموذجية على أنّ صاحبها هو المرشح المفضل لدى السعوديين، لأنّ الرجل، وفق معظم المعنيين، يحتاج إلى غطاء مسيحي، من بكركي أو من الرابية.