وطنية – أكد رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب ان “الحفاظ على التعددية والعيش المشترك يقوم على المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المواطنين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي”، وطالب “بالحفاظ على الحيز اللبناني في المعادلات الوطنية للتخفيف من انعكاسات التجاذبات الاقليمية ولعبة الأمم على المصلحة الوطنية”.
وقال خلال محاضرة عن “العيش المشترك ولعبة الامم” في ديوان الشيخ ابو سلطان ياسين الشاهين في خلدة بدعوة من الاعلامي علي الشاهين: “ان التعددية هي مصدر غنى للبنان، لكن لعبة الامم دخلت على الخط محاولة فرز الشعب إلى طوائف ومذاهب ترتبط باجندات خارجية فيصبح الشيعي مرتبطا بايران والمسيحي بالغرب والسني بالخليج، وبالتالي عندما تبدأ المواجهات الاقليمية يصبح لبنان ورقة للمساومة وهناك شواهد في التاريخ على ذلك وكلنا يذكرالعرض الاميركي للمسيحيين بمغادرة لبنان، كما انه لا مانع لدى ايران من القتال حتى آخر لبناني في سوريا، ودول الخليج ستعطي الاولوية للحفاظ على حدودها على حساب لبنان ان تتطلب الأمر”.
أضاف: “مع الأسف الدولة في حال تراجع وهناك سيطرة على مداخيل الدولة عبر واجهات طائفية، فأصبحت مخالفة القوانين محمية طائفيا في وقت نعيش فيه اليوم في مرحلة شد حبال على إيقاع موازين قوى يبدو ان ايران ستسيطر على المنطقة ولبنان من ضمنها، ونحن مع علمنا ان لا حول لنا في لعبة الامم، نتساءل كيف سنعيش في المرحلة المقبلة؟ هل على أساس تصنيف السنة على انهم متطرفون تكفيريون؟ وهذا التصنيف مرفوض رفضا باتا، أما ما روج عن امارة في طرابلس فالكل في الداخل وفي مراكز الابحاث التي تحدد السياسات في الغرب بات يعرف ان ما وصف “بامارة طرابلس الاسلامية” هو أكذوبة ودعاية ممجوجة”.
وتابع: “نحن ندعو للتحدث مع السنة كأهل اعتدال لانهم الاغلبية الساحقة من السنة، اما التحجج بوجود ملتزمين دينيا، ففي كل الطوائف والاديان ثمة ملتزمون دينيا، ونحن لا نتفهم ان يتم توقيف شبان بسبب التزامهم الديني او ان يصور كل ملتح على انه مرتكب وان عليه ان يبرر نفسه والتزامه”.
وقال: “اذا كان هناك لعبة أمم فرضت امورا محددة على بعض القوى التي نعتبر بحكم انتمائنا المذهبي مرتبطين بها، فان هناك اجندة محلية يجب ان تؤخذ في الاعتبار. اذا لا يجوز ان تقارب الدولة ملف طرابلس بالامن وحده بل يجب ان يتلازم الامن والانماء، ولا يجب ان تقتصر الحلول على قادة المحاور فتتم تسوية اوضاعهم بينما تصدر مذكرات واحكام بالاعدام على من حمل السلاح من الشبان، وكلنا يعرف ان هناك من جعلهم يحملون السلاح او استغل اوضاعهم لتزويدهم بالسلاح والذخيرة، وهذا يقودنا للسؤال عمن هو المسؤول الحقيقي عن مئات الضحايا والجرحى الذين اصيبوا في عشرين جولة عنف على مدى سنوات. نحن نريد معالجة معمقة للامور لكي لا تعود دوامة العنف، وعلى الدولة ان تعرف اولا ماذا تريد وكيف تريد مقاربة وضع طرابلس. يجب ايجاد حلول لاوضاع الشباب الذين صدرت وتصدر بحقهم مذكرات واحكام، لا ان تقتصر الامور على قادة المحاور ويجب المبادرة تنمويا فعلا لا قولا لتفعيل دورة الاقتصاد الطرابلسي وايجاد فرص عمل للشباب”.
وختم الأحدب: “علينا إيجاد صيغ مشتركة تعكس العيش المشترك والمواطنة الحقة تقوم على قيم مشتركة يتفق عليها الجميع وبمساحة مشتركة تحميها الدولة، ونحن نرى عهدا يختتم بمصالحات. نأمل بعهد جديد يبدأ بالمصالحات لئلا نفتح ثغرات امام تدخل الامم وندخل دوامة لعبتها”.