كتبت رلى خالد في صحيفة “النهار”:
يعاني سكان بعض أحياء جزين انقطاعاً في المياه، رغم وجود نبع جزين الذي يشكّل المصدر الرئيس لمياه الشفة في المدينة، إذ يُغذي القسم الأكبر من منازلها بالمياه الصالحة للشرب. لكن هذا المصدر الطبيعي المتميّز بتفجّر مياهه المتجمّعة من الأمطار والثلوج المتراكمة على أعالي الجبال المحيطة بالمدينة، لا تزال مياهه تصل الى المنازل بواسطة الجاذبية، وعبر شبكة متآكلة في العديد من الأحياء، ولم تعمد أي بلديّة من البلديّات المتعاقبة الى تنفيذ مشروع متكامل لهذا النبع لتحسين أدائه ونوعية مياهه وجمعها في خزانات تؤمن حاجة المدينة في مواسم الشحّ بدل أن تتبدّد في الأنهر، رغم كونه يؤمن مدخولا ضريبياً مهمّاً لهذه البلديّة! أمّا المشكلة فلا تكمن فقط في غياب التخطيط والرؤية المستقبلية عند المعنيين، بل تتمثل بمعاناة الأهالي في بعض أحياء المدينة المرتفعة نسبياً عن مستوى هذا النبع، وبشكل سنوي، مع الدخول في فصل الصيف. المشكلة هذه السنة بدأت في أوائل شهر أيار، وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الأسابيع الأولى منه، وأدت الى تدفق المياه بغزارة من نبع جزين وإعادة إحياء الشلال، بدأت مياه النبع تنقطع عن بعض أحياء المدينة دون سواها، وبشكل لافت في نهاية كلّ أسبوع، أي بدءاً من يوم الجمعة وصولاً الى الاثنين، حيث تعود المياه تدريجاً الى المنازل.
استفسار واستغراب
وكان الأهالي بدأوا بالاستفسار عن الموضوع لمعرفة أسباب هذا التقنيّن المُبكر، لكن المفاجأة كانت عندما استغرب العاملون في البلديّة الموضوع، كما المسؤولون الذين أكدّوا أنّ البلديّة لم تعمد حتى الساعة الى تقنيّن مياه النبع! فمن الذي يقطع المياه عن المنازل في نهاية كلّ أسبوع؟ ولماذا؟
يؤكد أحد أبناء المدينة الذي يقطن في حي البيادر “أنّ الأحياء التي تمتد الى جنوب مدينة جزين، وتحديداً من حدود المستشفى الحكومي باتجاه الجنوب، تعتبر الأكثر تضرراً من انقطاع مياه النبع، لأن تحويل المياه عنها يؤدي الى دخول الهواء في قساطل الشبكة، خصوصاً أنّ المياه تصل اليها بالجاذبية، ومن دون أي دفع مساعد، علماً أنّ هذه الأحياء ترتفع عن مستوى النبع، وبالتالي تصلها المياه بصعوبة”.
فلماذا تحوّل المياه عن هذه الأحياء في الأصل؟ يوضح الشخص نفسه “أنّ مراجعاته الأخيرة مع بلديّة جزين لم تصل الى نتيجة، لأنّ الجواب من الموظفين والمسؤولين كان واحداً “لا تقنين في مياه النبع”، لكن المفارقة أنّهم لا يعرفون لماذا تُقطع ومن يقطعها! ولم يتحركوا حتى الساعة لمعرفة الأسباب ومعالجتها، رغم معاناة الأهالي الذين بدأوا منذ مطلع هذا الشهر بشراء المياه، فكيف ستكون حالهم مع اقتراب فصل الصيف؟
ويتابع قائلاً: “لماذا هناك أحياء في المدينة لا تقطع عنها المياه أبداً؟ أوليست أحياء البيادر جزءاً من هذه المدينة؟ وهي لا تفيد من اهتمام البلدية الاّ بجمع النفايات، أما الخدمات الأخرى التأهيلية والتجميلية فحكر على الأحياء الرئيسة! وهل صحيح ما يتداوله الأهالي عن موظف يقوم بقطع المياه عن منطقة سكنية بأكملها ليحوّلها باتجاه المطاعم والمؤسسات السياحية، التي تشهد اكتظاظاً في نهاية الأسبوع؟ وأين المسؤولون في البلديّة من هذا الموضوع؟
في اتصال مع رئيس بلديّة جزين خليل حرفوش أكد “أن ضخّ المياه أصبح خفيفاً بسبب الشحّ الذي نعانيه هذه السنة بفعل التساقط الخفيف للأمطار”، موضحاً “أنه سيعقد اجتماعاً هذا الأسبوع في البلدية ينظم خلاله توزيع المياه على الأحياء في مدينة جزين في شكل متساوٍ، بحيث تعطى كلّ 12 ساعة لمجموعة من الأحياء من دون سواها”.