أكدت مصادر ان اجتماع المؤسسات المارونية في بكركي الأربعاء أتى تحت وطأة الخوف من الفراغ في سدة الرئاسة الأولى واستشعار مخاطره المحدقة بالبلد، موضحة أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عرض أمام المجتمعين مساعيه ومخاوفه في المجال، واستعرض آخر ما طرحه لدرء الشغور في رئاسة الجمهورية لناحية سعيه إلى تعديل الدستور بشكل يتيح بقاء الرئيس في قصر بعبدا لتصريف الأعمال إلى حين انتخاب خلف له أو تمديد ولايته سنة، إلا أنّ الرأي استقر على أنّ الوقت أصبح داهماً لتطبيق الطروحات فضلاً عن أنّ هناك أطرافاً رئيسيين غير موافقين عليها.
ولفتت المصادر لصحيفة “المستقبل” إلى أنّ المجتمعين عرضوا كذلك لهواجسهم المتصلة بملف الإستحقاق الرئاسي، حيث برز تخوّف من مغبة انتقال صلاحيات الرئيس الماروني إلى رئيس من طائفة أخرى، في حين طرح البعض إمكانية الطلب من النواب والوزراء المسيحيين مقاطعة جلسات مجلسي الوزراء والنواب إلى حين انتخاب الرئيس العتيد، مشيرةً في المقابل إلى أنّ مشاركين آخرين في الاجتماع أبدوا تحفظهم على الطروحات وتمسكهم في المقابل باحترام الدستور الذي ينصّ بشكل واضح على كون صلاحيات رئاسة الجمهورية تنتقل وكالةً إلى مجلس الوزراء ليتولاها في حال خلوّ موقع الرئاسة الأولى.
ونقلت المصادر أنّ البطريرك بدا محبطاً ومنزعجاً جداً مما آلت إليه الأمور في الإستحقاق الرئاسي، وأعرب للمجتمعين عن خشيته من الدخول في الفراغ لأنه أولاً ينقل كرة الإنتخاب إلى ملعب الخارج، وثانياً لأنّه من شأنه أن يهدد موسم الإصطياف والوضعين الاقتصادي والأمني في البلد.