رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة إنتخاب الرئيس لعدم اكتمال النصاب وأبقى الجلسات مفتوحة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وكان حضر 73 نائبًا الى المجلس في غياب تام لنواب “حزب الله”.
وكان الرئيس بري عقد اجتماعًا في مكتبه مع رئيس الحكومة تمام سلام بحضور الرئيسين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، وبحث معهم تطورات ما بعد 25 أيار، كما التقى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بحضور النائب سمير الجسر.
وبعد الجلسة، رأى عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان انه في حال عدم تأمين النصاب فإن موقع الرئاسة سيصبح فارغًا والمثاقية غير مؤمنة، معتبرًا ان عدم تأمين النصاب يصب في خانة عدم احترام الميثاقية.
وشدد على ان التعطيل سيؤدي الى تسوية وهذه التسوية ستستبعد ان يكون القرار بين أيدي اللبنانيين، مضيفًا: “لايمكن ان نتصرف بعد الفراغ وكأنّ شيئًا لم يكن”.
واعتبر المرشح الرئاسي النائب هنري حلو أنّ رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يضعان المسؤولية أمام مجلس النواب، وقال: “علينا أن نكون على قدر هذه المسؤولية”.
ولفتت النائبة ستريدا جعجع الى أنّ موضوع المثالثة أمر خطير ينسف المناصفة والطائف وعون لا يمثل وحده المسيحيين في لبنان، مشيرةً الى أنّ ثمّة كتل تقاطع لأنّها تريد رئيسًا كما تريد والا لن تنتخب رئيسًا.
ولدى دخوله الى مجلس النواب، أوضح عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا، أنّ د. سمير جعجع اقترح تعديل الدستور لما بعد هذه الانتخابات، لافتًا الى ان الرئيس نبيه بري ابدى استعداده للتداول بهذا الموضوع في جلسة لاحقة.
زهرا اشار الى ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان يؤكد دائمًا ان الاقطاب الاربعة هم من المرشحين الى الرئاسة ولا فيتو من احد على الاخر وجرى تعهد بالتعاطي بايجابية مع اي رئيس ماروني مؤهل.
وتعليقًا على المثالثة التي طرحها عون، قال زهرا: منطق “مثلث الاضلاع” لا يستقيم فحين نتحدث عن مثلث أسألك عن الطوائف الاخرى الاساسية فاين الطائفة الدرزية؟، مضيفًا: “شعارنا هو المثلث وليست المرة الاولى التي يعمد فيها عون الى سرقة شعارات غيره”.
من جانبه، أكّد عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب الآن عون أنّ كل الكتل لا تزال على مواقفها، مشددًا على ضرورة التقدم نحو الوفاق من خلال الخروج من المواقف التي لا تنتج رئيسا.
عون دعا النواب الى عدم اتهام “التكتل” بتعطل النصاب، مشيرًا الى أنّهم يتباحثون تباحث مع الجميع دون استثناء من اجل السعي نحو التوافق. واعلن ان التكتل سيصدر بيانًا الاثنين بشأن التعاطي مع مرحلة الفراغ سواء في الحكومة او في المجلس النيابي.
عضو كتلة “المستقبل” النائب هادي حبيش اشار الى أنّ ما قاله العماد ميشال عون عن مثلث مع الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله يعتبر مسدسًا وليس مثلثًا، مؤكّدًا أنّ 14 آذار ستحضر دائمًا الى الجلسات وليحاسب الشعب اللبناني النواب الذين أعطاهم وكالة لتمثيله ويضربون الدستور ويعطّلون الإستحقاق.
وإذ لفت الى أنّ الحريري لا يأخذ وحده القرار داخل “14 آذار”، أكّد أنّ الشعب اللبناني أكبر من أي فريق ولم يؤكلنا لإحداث الشغور في موقع رئاسة الجمهورية.
بدوره، أكّد عضو كتلة “لبنان الحر الموحد” النائب اسطفان الدويهي المشارك في الجلسة وفق ما يرونه مناسبًا للمصلحة الوطنية، لافتًا الى أنّ الاستحقاق لن يتم في موعده الدستوري لعدم التوافق بين المرجعيات المسيحية.
ولفت الى أنّ عدم وجود تسوية خاريجية يبقي موقع الرئاسة في الفراغ لوقت طويل، مشيرًا الى أنّ طموح فريقه وصول رئيس قوي يعبر عن خيارات المسيحيين مجتمعين ولا يشكل أي إستفزاز.
وتمنّى الدويهي أن يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية في حال لم يتم التوافق على النائب ميشال عون.
عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أمل من الجميع بذل كلّ الجهود لتفادي الشغور، موضحًا أنّ التوافق والوقاف يكون مع كامل فريق “14 آذار” أي بالجملة وليس بالمفرق، لأنّ الوحدة الوطنية تشمل كل الناس وليس واحد أو اثنان أو ثلاثة.
أمّا عضو كتلة “المستقبل” النائب زياد القادري، فأشار الى أنّه لا يزال هناك يومين أو ثلاثة لاحترام الدستور واللعبة الديمقراطية، وتأمين مرور آمن للإستحقاق، لأنّ البلد قائم على مفاهيم وقناعات بنهائية لبنان وكيانه والعبور الى الدولة وممارستها للقوة وليس لأي قوى أخرى.
ورأى أنّ ما يحصل من تعطيل هو استسهال للشغور لمصالح شخصية وعدم تقدير لموقع رئاسة الجمهورية، داعيًا الى عدم السماح بالإنتقال الى الفراغ، وليتحلَّ الآخرين بالجرأة وينتخبوا رئيس لأنّ ممارسة التعطيل لن يؤدي الى نتيجة.
ومن معراب، أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في دردشة مع الصحافيين، أنّه لا يوجد خطة “ب” لدى قوى 14 آذار طالما أنّ الفريق الآخر باقٍ على موقفه من الانتخابات الرئاسية، معتبرًا أنّه لو أتى عون الى الجلسة وانتخب لكان انتُخب رئيس من أحد رموز الصف الأول. وأكّد أنّه لا يحق لأي لبناني منع لبناني آخر من الترشح.
وأشارت معلومات الى أنّ العماد ميشال عون يعلن موقفه من الإستحقاق الرئاسي في مؤتمر صحافي يعقده الإثنين المقبل.