كتب اسكندر خشاشو في صحيفة “النهار”:
مع اقتراب الثالث عشر من حزيران موعد انطلاق مباريات كأس العالم، يتقدم الحدث الرياضي على غيره من الأحداث في دول العالم كافة، وطبعاً لبنان لن يكون بعيداً عن هذا الاهتمام، رغم ان توقيت العرض هذا العام يأتي في ذروة الحراك السياسي المعيشي للشعب اللبناني، والفراغ المحدق بسدة الرئاسة الاولى، الا انه تبقى للحدث الرياضي نكهته الخاصة ويتصدر الاولويات عند جزء كبير من اللبنانيين الذين بدأوا بالتحضير لهذا الحدث بطرق مبتكرة قد لا تجدها في بلدان أخرى.
وككل اربع سنوات، يعود الجدل بشأن طرق مشاهدة هذا الحدث مع اعطاء الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الحق الحصري لنقل المباريات لقناة الجزيرة الرياضية او ما اصبح يعرف حالياً بقنوات “بي إن سبورتس”، وبالتالي فإن مشاهدة المباريات ستنحصر بالمشتركين في هذه الشبكة عبر شراء بطاقات خاصة ما يعني زيادة أعباء مادية على المشاهدين، قد لا يستطيع عدد كبير منهم تكبدها، وهذا ما سيحرمهم من متابعة ابرز حدث رياضي جماهيري في العالم.
100 دولار على الاقل التكلفة…
وبالامس عقدت شركة “سما”، الموزّع الحصري لقنوات “بي إن سبورتس” بواسطة الكايبل ومالكة حقوق بث مباريات كأس العالم 2014 في لبنان، مؤتمراً صحافياً شرحت خلاله كيفية مشاهدة اللبنانيين للمباريات.
وأكد المدير التنفيذي للشركة أن المشاهد اللبناني سيكون باستطاعته مشاهدة كأس العالم بثمن هو الادنى بالنسبة للمنطقة العربية مشيراً الى ان ثمن الاشتراك لكل مشترك هو 100 دولار وذلك عبر الحصول على بطاقة خاصة من الشركة او من موزّع الدش في سائر انحاء لبنان.
وأوضح أنّ سعر 100 دولار مخصص للمنازل ويختلف عن السعر المخصص لأصحاب المطاعم.
ووفق هذا الإعلان لن يستطيع ان يشاهد المباريات الا من يملك جهاز استقبال (ريسيفر) في منزله وعليه شراء “الكارت” اي بتكلفة دنيا محددة عند 100 دولار. اما من لا يملك جهاز استقبال، فعليه أن يشتريه بـ200 دولار فتصبح التكلفة 300 دولار.
أما بالنسبة للمشتركين في شركات “الدش” غير المرخصة والتي تنتشر بشكل كبير في القرى والاحياء الشعبية، فلن يتمكنوا من مشاهدة المونديال، واذا تم ضبط اي مخالفة ستقع العقوبة على موزع الكابلات ويحاكم بجرم خرق قانون الملكية الفكرية.
جريج: اتصالات على اعلى المستويات
لكن برز في الاونة الاخيرة حديث عن امكانية نقل تلفزيون لبنان المباريات التزاماً بعهد كانت قد قطعته امارة قطر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي اثناء زيارته الدوحة قبل اشهر. وقد اكمل المفاوضات رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي ووزير الاعلام رمزي جريج.
وفي هذا الاطار، كشف جريج في اتصال مع “النهار” عن اتصالات تجري مع الحكومة القطرية على أعلى المستويات من أجل تأمين نقل المباريات عبر “تلفزيون لبنان”، مؤكّدًا أنّ طلباً وُجه الى امير قطر عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاعطاء الحق الحصري للتلفزيون الرسمي اللبناني بنقل المباريات ليستطيع الشعب اللبناني مشاهدتها مجاناً ووعد الامير بمتابعة الموضوع”.
وجزم جريج بأن لا جواب نهائيًا حتى الساعة، مبدياً تفاؤله بامكانية الوصول الى نتيجة طيبة قريباً. ونفى أنّ يكون قد تطرق الى هذا الموضوع خلال لقائه مع السفير القطري حيث انحصرت زيارته الى وزارة الاعلام في إطار التعارف فقط.
“تلفزيون لبنان” استكمل التحضيرات
الى ذلك، يلفت مصدر في تلفزيون لبنان الى ان المفاوضات لا تزال مستمرة حتى اللحظة مع امارة قطر، كاشفاً ان “بي إن سبورتس” طلبت في البداية مبلغ 6,5 مليون دولار لاعطاء حق البث وهذا ما لا يستطيع “تلفزيون لبنان” بطبيعة الحال دفعه، لكن المفاوضات انتقلت الى مرحلة قد يكون بث المباريات بمثابة هدية من قطر الى شعب لبنان، لافتاً الى ان القرار اتخذ وهناك بعض التفاصيل سيتم حلّها في وقت قريب.
ويضيف المصدر ان “الموظفين في المؤسسة وضعوا في جو نقل التلفزيون المباريات وقد بدأ التحضير منذ الآن لمواكبتها، وقد بدأت الادارة باستقدام معدات جديدة لبث المونديال تحت اشارة “بي أن سبورت”.
وكان المقدسي أكّد أنّه “عندما يتعلق الامر بتلفزيون الدولة اللبنانية لا تبحث الدولة القطرية عن اي ربح مادي بل تصبح الامور معنوية… وعندها يمكن لمحطة الجزيرة ان تعوّض على الشركة التي تملك الحق الحصري”.
ووفق ما تقدم، يبدو ان الامور تسير في اتجاه نقل التلفزيون الرسمي مباريات كأس العالم على قناته الارضية فقط، وبهذا تكون الحكومة اللبنانية ووزارة الاعلام قد حققتا اهدافاً عدة اهمها اعادة الثقة بتلفزيون لبنان واعادة ادخاله الى كل منزل وجعله قبلة المعلنين، وتوفير أعباء مالية على المواطن اللبناني تضاف عليه وهو الذي يعاني من اوضاع معيشية صعبة. والاهم ان الدولة ستتمكن من أخذ فرصة للراحة من ضغط الشارع عبر الهائه بالمونديال.