أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه حان الوقت لبناء استراتيجية دفاعية كمدخل طبيعي لبناء الدولة وتطوير النظام الديموقراطي والتوافق على استراتيجية للدفاع حصرا عن لبنان، مشيرا الى أن الحوار الوطني وحده الكفيل بحل المعضلات. وقال: “لم يكن التباعد الا نتيجة تاثيرات خارجية، ووحدتنا الوطنية تحتل الاولوية وتفرض علينا عدم التدخل في شؤون الجوار بل توجب الانسحاب من كل ما من شانه ان يفرق صفوفنا”.
سليمان، وفي كلمة خلال حفل استقبال لمناسبة انتهاء ولايته الرئاسية في بعبدا، أشار الى أن الجيش وقوى الأمن الداخلي حققا نجاحات في مجال مكافحة الارهاب. وأضاف: “تمكنا مع الحكومات المتعاقبة من الوفاء بالتزاماتنا تجاه الدستور والقوانين اللبنانية، فمولنا المحكمة الدولية لتبيان الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري كذلك عمدنا الى استكمال تنفيذ ما قررته الحكومات السابقة منها الوضع الشاذ والمؤلم في طرابلس واقرار التعيينات الادارية عبر الالية المتفق عليها، كما تم اقرار سلسلة من التشكيلات القضائية”.
تابع: “تمكنا من القيام بعلاقات دبلوماسية مع سوريا، وعلينا تعزيز العلاقات على قاعدة المصالح المشتركة، وهذا يتطلب منا مراجعة الاتفاقات المعقودة بين البلدين لتحديد المسؤوليات في شكل واضح تمتينا للعلاقات بين البلدين”. وتمنى ان يتم التوصل الى حل سياسي سريع للازمة السورية وان تستعيد سوريا وحدتها.
وفي موضوع الحوار الوطني، رأى سليمان أنه اقترح على هيئة الحوار الوطني مبادىء يتعذر رفضها او دحضها في وجه اي منطق او حجة، لافتا الى أن هذه المبادىء توافقت عليها هيئة الحوار الوطني وعرفت في اعلان بعبدا ولاقت ترحيبا ودعما من قبل المجتمع الدولي وهي تبقى السبيل الوحيد لتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية.
وعن أزمة اللاجئين السوريين، رأى سليمان انها الازمة الوجودية الابرز، ويقع على عاتق الدولة اللبنانية متابعة تنفيذ كامل الخلاصات التي صدرت عن المجموعة الدولية في نيويورك، وقد جاءت الهبة السعودية للجيش اللبناني لتعزز الذراع الامني للدولة القادرة والعادلة. وقال: “لا بد من حل هذه المشكلة التي باتت تمثل خطرا وجوديا على لبنان”.
واهاب بالنواب انجاز الاستحقاق الرئاسي دون ابطاء، موضحا ان الرسالة التي وجهها الى المجلس النيابي تتكلم بلسان حال المواطنين. وأمل سليمان اقرار قانون انتخاب عصري، وقد احالت الحكومة مشروع قانون انتخاب على قاعدة النسبية، ويقتدي اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وعدم التمديد من جديد، مشددا على انه ينبغي اعادة النظر في صلاحيات المجلس الدستوري.
ودعا إلى وضع مشارع القوانين المعجلة والمعادة الى المجلس النيابي على جدول اعمال اول جلسة بعد ورودها اليه، واعطاء مهلة دستورية محددة لرئيس الوزراء والوزراء في امضاء المراسيم اسوة برئيس الجمهورية، و اعطاء رئيس الجمهورية حق الانعقاد عند وجود الظروف الاستثنائية التي تدعو لذلك، معتبرا ان اي حكم جديد سوف يواجه العقبات والصعوبات نفسها التي واجهت المؤسسات.
وأعلن سليمان انه سيوقع اليوم مرسوم دعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي لانه يجب وضع قانون انتخابي جديد والاوضاع قد تشهد تطورا طارئا تستدعي اجراءات استثنائية من الحكومة.
وعند الثانية والدقيقة الخامسة والاربعين، غادر الرئيس سليمان ترافقه عقيلته مكتبه الى الباحة الخارجية للقصر وسط ثلة من رماحة الحرس الجمهوري. وبعد مصافحتهما المستشارين وكبار موظفي القصر الجمهوري، اقيمت للرئيس سليمان على وقع تصفيق الحضور مراسم الوداع الرسمية وعزفت الموسيقى قبل ان يغادر الى منزله في اليرزة.