ذكرت صحيفة “النهار” أنّ لبنان دخل منتصف الليل الفائت حقبة الفراغ الرئاسي مع انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان دستوريا وعمليا بمغادرة الرئيس السابق قصر بعبدا بعد ظهر السبت. وإذا كانت بداية مرحلة الفراغ ستنقل الاهتمامات السياسية والشعبية الى مقلب شديد الغموض والضبابية اعتبارا من الأحد، فإنّ ذلك لن يحجب بسرعة الدلالات الكبيرة والمهمة التي اكتسبها الخروج الوداعي لسليمان من قصر بعبدا والتي اثارت الكثير من الرمزيات والمعاني المثقلة معنويًا وسياسيًا ودستوريًا ووطنيًا.
بدورها، كتبت صحيفة “المستقبل”: قال الرئيس ميشال سليمان كلمته الأخيرة ومشى، تاركاً القصر بلا رئيس والجمهورية على كفّ مجهول، وسط دموع المقرّبين منه والكثير من اللبنانيين الذين شعروا السبت بحزنين: الأوّل بسبب انتهاء ولاية رئيس أعاد إلى الموقع هيبته وتمكّن من إنجاز الكثير، والثاني نظراً إلى دخول البلاد في مرحلة من الشغور قد تقود إلى فراغ ذاق اللبنانيون طعمه في 1988 وفي 2008.
أمّا قناة الـ”MTV”، فلفتت الى أنّه ومنذ منتصف ليل السبت – الأحد بات لبنان من دون رئيس، فحلّ ما كان يُخشى منه الا وهو الانزلاق في متاهات الفراغ غير المعلوم الأفق، فباتت الجمهورية والنظام في خطر!!
وكتبت صحيفة “الحياة”: غادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان القصر الرئاسي في لبنان الى منزله، مخلفاً وراءه فراغاً في الموقع الأول في الجمهورية وإرثاً سياسياً سيصعب على الطبقة السياسية وعلى خَلَفه مهما طال اختياره، تجاهل جدول الأعمال الطويل الذي يتضمنه، بدءاً باستعادته مبدأ دستورياً وتقليداً سياسياً كاد اللبنانيون أن ينسوه، وهو أن رئيس الجمهورية يغادر السلطة بانتهاء ولايته، بعدما افتقدوه مدة 24 سنة، حين تم التمديد مرتين لولايتي كل من الرئيس الراحل الياس الهراوي وإميل لحود، نصف ولاية (3 سنوات) لكل منهما، بتعديل دستوري لمرة واحدة إبان النفوذ السوري. وسقط القصر في “لعنة الفراغ”، وأصبح لبنان في عهدة حكومة المصلحة الوطنية.
وبحسب ما كتبته صحيفة “الديار”: دخل الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا في 25 ايار 2008، وغادر في 25 ايار 2014 من دون ان يسلم خلفه. تسلم الرئيس سليمان من الفراغ وسلم الى الفراغ الذي سيتربع على كرسي بعبدا حتى اشعار آخر، بانتظار التسويات الاقليمية والدولية والاجتماعات السعودية – الايرانية، إذ أنّ الرئاسة خرجت من أيدي الاطراف اللبنانية واصبحت في عهدة سفراء الدول الكبرى والاقليمية، وتسوياتهم وخلافاتهم، وبالتالي لا أحد قادر على تحديد وقت الفراغ ومدّته.