كتبت رولا حداد
في قراءة لمضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس تكتل “الإصلاح والتغيير” العماد ميشال عون ظهر الاثنين 26 أيار 2014، تتضح لنا طبيعة المثلث الحقيقي في الخيارات الذي يسعى إليه “الجنرال”.
فبغض النظر عن “عروض الإغراء” التي يقدّمها عون الى “تيّار المستقبل” في المفاوضات واللقاءات التي لا تزال جارية بين الطرفين بحسب تأكيد عون نفسه وعدم نفي “المستقبل” وشبه المباركة التي أعلن عنها الأمين العام لـ”حزب الله”، وبغض النظر عن الدعوة الواضحة الى المثالثة التي أطلقها في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون “المنار” عبر حديثه عن المثلث الذي يضمّه مع الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله، فإن عون كشف عن خطته الحقيقية المثلثة الأبعاد في موضوع الاستحقاق الرئاسي:
ـ أولاً: التفاوض مع “تيار المستقبل” مستمر على قاعدة التوافق على انتخاب عون وليس أي مرشح آخر. وإذا أثمر هذا التفاوض يتم انتخاب “الجنرال” عندها.
ـ ثانياً: إذا لم تُثمر هذه المفاوضات فلا انتخابات رئاسية في المدى المنظور وسيبقى موقع الرئاسة في حال فراغ سيمتد حكماً الى المؤسسات الدستورية الأخرى.
ـ ثالثاً: سيتم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها أياً تكن الظروف وذلك لإنتاج أكثرية جديدة تؤمّن انتخاب عون رئيساً للجمهورية من المجلس النيابي الجديد.
يحق للعماد عون أن يحضّر خطته للوصول الى قصر بعبدا، فهذا حق طبيعي وديمقراطي ومشروع، تماما كما يحق في المبدأ لكل ماروني يعتبر نفسه مؤهلا أن يتقدّم بترشّحه الى رئاسة الجمهورية.
لكن ما لا يحق لعون فعله هو السؤال عن أسباب عدم انتخاب رئيس جديد في حين يقوم وحلفاؤه بتعطيل النصاب منعاً لانتخاب رئيس غيره. وما لا يحق له هو أن يتهّم 14 آذار بالتعطيل لأنها رشّحت الدكتور سمير جعجع، وأن يتهّم النائب وليد جنبلاط بالتعطيل لأنه رشّح النائب هنري حلو!
من يعطّل انتخاب رئيس جديد هو من يمتنع عن الحضور الى قاعة مجلس النواب لتعطيل النصاب ومنع إتمام الانتخابات ناكثاً بكل التزاماته في بكركي أمام البطريرك الماروني.
ومن يعطّل انتخاب رئيس جديد هو من يرفع شعار “أنا أو لا أحد” تحت شعار الميثاقية التي يريدها عون على قياسه حصراً.
ومن يعطّل انتخاب رئيس جديد هو من يراهن على مفاوضات إقليمية ودولية وتسوية معقدّة علّها تخدم وصوله الى قصر بعبدا، ولو أدّى ذلك الى الإطاحة بموقع الرئاسة.
وإذا كانت خطة العماد عون واضحة ولا تحمل أي التباس سواء في عناوينها أو في رسائلها المشفّرة حول الاستعداد للقبول بالمثالثة، فإن المطلوب في المقابل من قوى 14 آذار خطة داخلية واضحة المعالم تواكبها جولة اتصالات عربية ودولية عوض الاكتفاء بانتظار تسوية تهبط من الخارج فتنتج رئيساً بمواصفات الخارج لا يعكس إرادة اللبنانيين.