تقرير خالد مجاعص
تنطلق مساء الأربعاء 28 أيار أمّ المواجهات في نهائيّ كرة السلّة اللبنانيّة بين قطبي اللعبة، فريقي الرياضي والحكمة. فالنهائيّ الحدث لبطولة لبنان لعام 2014 مختلف تماماً عن كلّ البطولات السابقة لأسباب عدّة. الفريق الذي سيتوّج مع نهاية النهائيّ سيحمل لقباً افتقدته البطولة على مدى موسمين بعد توقّفها في الموسم الماضي عند انطلاق سلسلة الـ”بلاي أوفس” بين الشانفيل وعمشيت، التي رافقتها تدخّلات سياسيّة ضربتها في عرينها وصولاً إلى قرار الإتّحاد الدوليّ بتجميد مشاركات لبنان حتّى في الخارج.
من خلال هذه المعطيات، أصبح من المنطقيّ طرح السؤال الأوّل: هل سيصل النهائيّ الحلم إلى خواتيمه من دون مشاكل، أم قد تهتزّ سلسلة النهائيّ من جديد عند وقوع أيّ إشكال في الملعب؟.
يبقى أنّ الطريقة الحكيمة التي يتّبعها إتّحاد كرة السلّة الجديد والدور الديبلوماسيّ الذي يتّقنه رئيسه وليد نصّار قد يضمن وصول هذا النهائيّ إلى برّ الأمان. وعليه، فإنّ الفائز الأوّل في تتويج أحد قطبي النهائيّ هو لعبة كرة السلّة في لبنان.
من هنا يبقى أن نستعرض مدى أهميّة هذا الـ”دربي” بين الرياضي والحكمة. النادي الرياضي هو الأعرق في لبنان حيث في رصيده عشرة ألقاب بطولة، وذلك منذ نهاية الحرب الأهليّة. والملفت أنّ أغلبيّة تلك الألقاب أتت تحت راية المدرّب فؤاد أبو شقرا، مدرّب الحكمة الحاليّ.
الحكمة هو النادي الأشهر في لبنان ويعود الفضل في ذلك إلى رئيسه السابق عرّاب كرة السلّة المرحوم أنطوان الشويري. فالـ”بريزيدان” الذي نقل اللعبة من حجمها الطبيعيّ إلى حدث دخل كلّ منزل، أعطى الفوز لفريقه بسبعة ألقاب منها ستّة كانت بقيادة المدرّب غسّان سركيس، ولقب مع المدرّب اليونانيّ إلياس زوروس. وعند ابتعاد الرئيس الشويري في الـ2004 عن كرة السلّة، أسدل ستار الإنتصارات والألقاب عن الفريق الأخضر. وللمفارقة، هل يعيد مدرّب الرياضي والشانفيل سابقاً والخصم اللدود للفريق الأخضر في فترته الذهبيّة فؤاد أبو شقرا اللقب إلى خزائن فريق الأشرفيّة؟.
للإجابة على هذا السؤال، علينا استعراض بعض المعطيات التي قد تعطي أفضليّة بسيطة لفريق الحكمة، في محاولة لمعرفة مدى استحالة إبجاد أفضليّة لفريق على آخر.
نقاط القوّة لدى فريق الحكمة في هذا النهائيّ:
1- جسّد فريق الحكمة صورة هي الأقوى في مرحلتي الـ”بلاي أوفس”، وقد ظهر ذلك واضحاً باكتساح التضامن 3-0، وتخطّيه عمشيت 3-0 أيضاً.
2- اعتماد المدرّب أبو شقرا على لاعب جناح أجنبيّ هو الأميركيّدي ووريك سبنسر شكّل نجاحاً باهراً لاستراتيجيّة اللعب الشامل للفريق الأخضر، إذ أنّ وجود دي وورك سبنسر، إلى جانب أحد المهاجمين إيلي أسطفان أو إيلي رستم، ومن خلفهما موزّع الألعاب رودريك عقل العقل المدبّر لنجاح الأسلوب الهجوميّ، ضرب كلّ دفاعات المنطقة الـZone، وأجبر الفرق على ترك مساحات تحت السلّة، سيطر عليها لاعبو ارتكاز الفريق الأخضر جوليان خزّوع، كريس دانييلز ودانييل فارس.
من هنا فإنّ النقطة التي ستميّز الحكمة عن الرياضي هي أنّ الفريق الأخضر ومدربّه وجدا الـRotation المؤلّفة من هذه الأسماء الستّة التي أضحت قوّة ضاربة في بطولة الـ2014. فقد وجد المدرّب فؤاد أبو شقرا التشكيلة الأنسب التي لم يصل إليها بعد الفريق الرياضيّ.
أمّا مدرّب الرياضي الصربيّ سوبودتيتش فيعرف تماماً أنّه هنا يكمن الفارق، ولهذا السبب، فضّل الإعتماد على قديمه وعدم المخاطرة بجديده. ففريق المنارة ومدرّبه الصربيّ وجهازه الفنّي والإداريّ تلاقوا بأنّ الفوز على الحكمة هو فقط بتسليم مفاتيح القيادة إلى قائده اسماعيل أحمد. فالفرعون المصريّ سيكون العلامة الفارقة، في حال أراد فريق المنارة إسترجاع لقب البطولة. من هنا، أعاد الرياضيّ الثقة إلى عملاقه الأميركيّ لورين وودز للسيطرة على السلّة ومساعدة النجم المصريّ في ضرب الحكمة على الـ”ريباوند”.
فقد أراد الرياضيّ المراهنة باعتماده على خبرة لاعبين عمرهما 38 عاماَ عليهما خوض سلسلة ماراتونيّة من نهائيّ سيخاض للمرّة الأولى على طريقة أربعة إنتصارات من سبعة مواجهات. يبقى أنّ الرياضي سيستفيد بالمقابل من عامل الأرض، إذ أنّ أربع مباريات ستكون في المنارة وثلاثة في غزير. كما أنّ الرياضي يمتلك مجموعة من اللاعبين المحليّين يطمح أيّ نادٍ في لبنان إلى الحصول على تواقيعهم.
فالرياضيّ سيقوده نجم منتخب الأرز جان عبد النور وموزّع ألعابه المشاكس علي محمود ، إضافة إلى مهاجمه أحمد ابراهيم الذي قد يتحوّل في أيّ لحظة إلى سوبر ستار النهائيّ. يبقى أنّ الرياضي يمتلك سلاحاً دفاعيّاً قاتلاَ وهو علي حيدر ولاعبي “جوكر” هما أمير سعود ووائل عرقجي، النجمين الصاعدين في كرة السلّة اللبنانيّة.
تؤكّد كلّ هذه المعطيات ثبات نظريّة أنّ نهائيّ كرة السلّة اللبنانيّة بين الرياضي والحكمة، سينطلق من المنارة، وبدءاً من هذه اللحظة، لن يكون بإمكان أحد التنبّؤ بإسم الفائز. فالفائز الوحيد الاكيد هو جمهور كرة السلّة، شرط وصول هذا النهائيّ إلى خواتيمه.