قراءة باردة في الجزء الأوّل من النهائيّ
انطلق النهائيّ الحلم بين قطبي اللعبة الرياضي والحكمة مساء الأربعاء 28 أيّار بتأخّر ساعة عن موعده بسبب عطل تقنيّ كانت نتيجته انطلاق المباراة من دون اللوح الإلكترونيّ، فكان على متتبّعي هذا اللقاء، كما اللاعبين والجهاز الفنيّ الإعتماد على أنفسهم في احتساب الوقت والنقاط والنتيجة. في المقابل، يسجّل للرياضي أنّه اعتمد للمرّة الأولى في لبنان على المكيّفات الهوائيّة، محوّلاً صالة صائب سلام في المنارة إلى صالة مكيّفة “خمسة نجوم”.
هذه هي بعض جوانب ما قبل المباراة حيث كانت القاعة امتلأت بمشجّعي الرياضي بلباس أصفر موحّد حوّلتهم سريعاً الى اللاعب السادس في فريق المنارة.
جاءت نتيجة المباراة النهائيّة لمصلحة الرياضي بفوزه على الحكمة بنتيجة 78-68 بفارق 10 نقاط. ويبقى السؤال… كيف ولماذا فاز الرياضي على الحكمة “الفافوري” وبفارق 10 نقاط ؟
الجواب واضح لمصلحة الفريق الأصفر لدى توقّّفنا في قراءة باردة لمجريات الجولة الأولى من النهائيّ:
– فريق الحكمة دخل المنارة وهو حاسم لهذا النهائيّ حتى قبل انطلاقه over-confidence) من خلال انتصاراته الساحقة في مرحلتي الـ”بلاي أوفس” أمام التضامن وعمشيت القويّ بقيادة فادي الخطيب.
– الرياضي تحضرّ بشكل رائع دفاعيّاً لهذا اللقاء، فدخل من الربع الأوّل بضغط دفاعيّ هائل شّل نهائيّاً صانع ألعاب الحكمة رودريك عقل فأخرجه باكراً من جوّ المباراة، وأجبر المدرّب فؤاد أبو شقرا على مراجعة حساباته.
– رهان فريق الرياضيّ على عملاق الفريق الأميركيّ لورين وودز بمساعدة من الفرعون المصريّ اسماعيل أحمد كان في محلّه، حيث فرضا معاً مظلّة دفاعيّة تحت السلّة، أبعدت لاعبي ارتكاز الحكمة الى خارج الـzone، وأخرجت الأيمركيّ كريس دانييلز كليّاً عن أجواء اللقاء.
– ارتكب الفريق الأخضر21 خسارة كرة turnover، مقابل 6 للرياضي، ممّا يدّل على السيطرة الواضحة دفاعيّاً للرياضي على الحكمة والتركيز العالي للاعبيه.
ويبقى من خلال كلّ هذه النقاط التي استعراضناها أنّ الرياضي كان الفريق الأفضل، ويسجّل له أنّه استحقّ الفوز، بينما يسجّل للحكمة أنّه وعلى رغم كلّ ما سردناه من أخطاء، تمكّن مراراً من معادلة النتيجة، إضافة إلى تقدّمه على مضيفه في بداية الربع الثالث.
وبتحليل لما على فريق الحكمة اعتماده للفوز في المباراة الثانية في غزير، فإنّ الفريق الأخضر محكم بمجاراة الرياضي تحت السلّة اذا أراد الفوز وعدم الإعتماد فقط على مسافة الرميات الثلاثيّة كما كان الحال في اللقاء الأوّل، عندما سدّد الفريق الأخضر 30 رمية ثلاثيّة و30 رمية فقط عن المسافة القريبة، وهذا لا يحصل حتّى في الـNBA حيث يتحاشى أفضل المسدّدون في العالم قدر الممكن المسافة البعيدة. فبعبارة واحدة لا يمكن الفوز فقط عن الرميات الثلاثيّة.
من ناحية الرياضي، فلتجديد فوزه على الحكمة في غزير، عليه خوض أربعين دقيقة من الضغط الدفاعيّ الشامل كما فعل في المواجهة الأولى. والسؤال… هل سيتحمّل فرعون الرياضي اسماعيل أحمد 38 سنة و لورين وودز 36 سنة هذا المجهود البدنيّ بعد 48 ساعة عن المباراة الأولى؟ وهل سيتمكّن لاعبو الـBench “البدلاء” في فريق المنارة أمير سعود ووائل عرقجي من إراحة جان عبد النور وعلي محمود في فترات من اللقاء، محافظين على الوتيرة نفسها هجوميّاً ودفاعيّاً؟ والسؤال الأخير والأبرز… في حال واجه لورين وودز مشكلة ارتكاب الاخطاء الـFoul Trouble وكان على المدرّب سوبوديتش الإستعانة بخدمات روي سماحة، فهل سيختلّ التوازن تحت السلّة لمصلحة الحكمة؟.
هذه هي العوامل التي ستحدّد حتماً إسم الفائز في المواجهة الثانية أو المعركة الثانية في حرب نهائيّ بطولة لبنان لكرة السلّة بين الرياضي والحكمة، والتي ستنطلق عند الساعة السادسة من مساء الجمعة المقبل.