لا يبدو أنّ هيئة التنسيق النقابية ستتراجع قيد أنملة عن مطالبها، وبات من الصعب على المتتبع للأحداث أنّ يفرّق ربما بين تصلّب هيئة التنسيق النقابية وبين صلابة وجهها الأبرز ونعني به “حنا غريب”. لكن الأكيد، والذي لا خلاف عليه، أنّ عبوس حنا غريب وقساوة كلامه، إنما تعكس عبوس الحالة الإجتماعية – الإقتصادية لفئات عريضة من اللبنانيين، وقساوة الواقع الذي لا يرحم لآلاف الأسر اللبنانية. IMLEBANON نجح بعد محاولات “حثيثة” ولعدة لأيام بالتواصل مع “النقيب الأول” حنا غريب، حيث سقف المواقف يرتفع كلما ارتفعت العوائق أمام تحقيق القضايا المطلبية.
وجواباً على سؤالنا حول المواقف التصعيدية التي اتخذتها هيئة التنسيق النقابية فيما خص الإضراب المفتوح ناهيك عن مقاطعة الامتحانات الرسمية مراقبة وتصحيحاً، أجاب غريب بغضب ” لقد عبّرنا في مؤتمر الصحافي وشرحنا كل خطواتنا وتحركاتنا التصعيدية القادمة. ما قوم به هو مشروع استثنائي نواجه به الهجمة الإستثنائي على حقوقنا. وسنعتمد في مشروعنا بدايةّ مقاطعة الامتحانات ومن ثم شلّ مؤسسات الدولة كافة”.
كما نفى حنا غريب في حديثه لـ IMLEBANON أن يكون “فتح النار على الجميع” بل قال “نحن لا نملك مدفعية ولا سلاح كي نفتح حروباً وصراعات مسلحة بل ما لدينا هي مطالب محقة عمرها سنوات، لم نلقى لها آذان صاغية حتى هذه الساعة ولذا نحن مستمرون في مسيرتنا. نحن في الواقع ضحايا سياسة الإهمال والفراغ والتعطيل التي تنتهجها السلطة السياسية، مع ما يواكب ذلك من مماطلة وتسويف بغية تغيير طبيعة الدولة. ما يسعى إليه هؤلاء هو نقل الموظفين من النظام الوظيفي المعتمد في القطاع العام الى اسلوب التعاقد الوظيفي بغية تخفيض الرواتب والأجور لمستحقيها”.
وعن توجسّ الناس خيفة حول مصدر تمويل السلسلة والغلاء المتوقع أن يعقب إقرارها، أجاب حنا غريب صارخاً متساءلاً “أنتم أيها الناس ألا تريدون شيئاً من السلسلة؟ ألا تريدون تحسين أوضاعكم؟ هل تكفيكم رواتبكم؟ لقد ظلت هذه الرواتب مجمدة طوال 18 سنة والآن أتت الفرصة لكي ترفعوا هذا القهر عنكم. لقد بحت حناجرنا لسنوات وبقينا في الطرقات نعتصم ونحتج للوصول لإقرار السلسلة.”
ثم علّق غريب على مقولة أنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية قد يطيّر سلسلة الرتب والرواتب، قائلاً “موضوع السلسلة غير مرتبط بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية، ولا علاقة أبداً بين الملفين. أنا أذكر تماماً ان رئيس الجمهورية طالب النواب مرات عدة لإقرار السلسلة ولم يستجب أحد لنداءاته. ثم أنّ ملف السلسلة كان مطروحاً ولم يبت بأمره حين كان لدينا رئيس للجمهورية”.
وقلل غريب في حديثه لـIMLEBANON من القرارات التي تشير الى احتمال الأخذ بالعلامات المدرسية بدل الشهادات الرسمية في حال تعذّر حصول امتحانات “لأنّ هناك شهادات رسمية لا يمكن لأحد تجاوزها أو تجاهلها، سواء للمرحلة المتوسطة أو للمرحلة الثانوية. ومن يريد أن يتخلى عن شهادات الدولة ويبيعها فإنّ ذلك يعني تفريطاً بسيادتها” .
وشدد غريب على “وحدة موقف هيئة التنسيق النقابية بجميع من فيها من روابط ونقابات وبالتحديد رابطة موظفي الإدارة العامة، حيث مطالب الأساتذة لا تختلف عن مطالب الموظفين، وأي حقوق سنساندها حتى النهاية”. ويستبعد غريب “أن تخضع هيئة التنسيق النقابية لأي نوع من الابتزاز أو الضغوط، حيث لا مجال لهذه الأمور في ظل قرارنا النقابي المستقل وبعيد عن التجاذبات وهدفه إقرار حقوقنا في السلسلة”.