أطلق بنك بيبلوس، بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت من خلال كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، نتائج مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية في بيروت عن ثقة المستهلك في لبنان للنصف الثاني من 2013.
أظهرت النتائج أن مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية في بيروت لثقة المستهلك في لبنان، انخفض في تموز وأيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول فيما ارتفع نسبياً في آب2013. وبلغ المؤشر 22 نقطة في أيلول2013، مسجّلاً بذلك أدنى مستوى له منذ بدء احتسابه في تموز 2007. وانخفض كذلك في الفصل الثالث وتراجع في الفصل الرابع من السنة، بحيث سجّل معدلاً شهرياً بلغ 29 نقطة في الفصل الثالث و28,2 نقطة في الفصل الرابع من 2013. وبذلك، سجّل المؤشر رابع وثاني أدنى مستوى له في الفصلين الثالث والرابع توالياً. أيضاً، سجّل مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية في بيروت لثقة المستهلك معدلاً شهرياً بلغ 28,6 نقطة في النصف الثاني من 2013، متراجعاً بنسبة 2,7٪ عن النصف الأول من 2013 ومشكلاً أدنى مستوى له على الإطلاق على أساس نصف سنوي. وأظهرت النتائج أن مستوى ثقة المستهلك اللبناني انخفض خلال النصف الثاني من 2013 في 16 فئة من الفئات الفرعية الـ 26 التي يشملها المؤشر، مقارنةً بالنصف الأول من 2013.
وقال كبير الاقتصاديين ومدير قسم البحوث والتحاليل الاقتصادية في مجموعة بنك بيبلوس نسيب غبريل، “إن التقلبات السياسية المستمرة على الساحة المحلية، والخروقات الأمنية المتكرّرة، والتداعيات المباشرة وغير المباشرة للأزمة السورية، والشلل على مستوى عمل مؤسسات الدولة، وانسداد الأفق أمام تشكيل حكومة جديدة، واستمرار الضبابية والغموض على الصعيدين السياسي والاقتصادي شكلت العوامل الأساسية التي أثرت على ثقة المستهلك اللبناني خلال النصف الثاني من.” وأضاف “إن عوامل بنيوية كارتفاع كلفة المعيشة، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، والتدهور في نوعية الخدمات العامة الأساسية استمرت في إرخاء ظلالها على ثقة المستهلك”.
وأظهرت نتائج المؤشر لعام 2013 أن ثقة المستهلك تزعزعت في العام المنصرم، اذ سجّل مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية لثقة المستهلك أدنى مستوى له على الإطلاق في 9 من أصل 12 قراءة شهرية، وذلك منذ بدء احتساب المؤشر في تموز2007. أيضاً، سجّل المؤشر معدلاً شهرياً بلغ 29 نقطة في العام 2013، الأمر الذي يعكس انخفاضاً بنسبة 11٪ من معدل 32,5 في العام 2012 وانخفاضاً بنسبة 44٪ من معدل 51,7 في 2011. وعلاوة على ذلك، سجّل مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية للوضع الحالي أدنى مستوى له على الإطلاق في 7 من أصل 12 شهراً في العام الماضي، في حين بلغ مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية للتوقعات أدنى مستوى له على الإطلاق في 9 من أصل 12 قراءة شهرية خلال 2013.
وقد هيمنت القضايا المتعلقة بالأمن على مخاوف المستهلكين خلال السنة، إلى جانب قضايا أخرى كحدة الخطاب السياسي، وانعدام اليقين، وعدم قدرة السلطات على تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، وارتفاع كلفة المعيشة، وتدهور الخدمات العامة، وضعف سيادة القانون، وتصاعد الخوف من فقدان العمل والركود الاقتصادي.
وأشار غبريل إلى “أن ثقة المستهلك أثبتت أنها عرضة وبشكلٍ كبير للاهتزاز بفعل التدهور المستمر في الأوضاع الأمنية وتصاعد التشنجات السياسية، التي بدورها تنعكس سلباً ومباشرة على النشاط الاقتصادي. لذلك، نتوقع أن يبقى النشاط الاقتصادي ضعيفاً على المدى المنظور نتيجة لمستوى ثقة المستهلك المنخفض، وخصوصاً بسبب تراجع توقعات المستهلكين على المدى القريب في ظل غياب أي تطورات أو تدابير مستدامة من شأنها أن ترفع مستوى الثقة لديهم.” وأضاف “نظراً الى المستويات المنخفضة التي سجّلها مؤشر ثقة المستهلك في النصف الثاني من 2013، يحتاج المستهلك اللبناني إلى صدمة سياسية إيجابية بحجم الصدمة الإيجابية التي شكلها اتفاق الدوحة لكي تعود ثقته إلى مستويات العامين 2008 و2009، أو حتى إلى مستوى 2010”.
المصدر: النهار