بقلم طوني أبي نجم
حين انضمت الزميلة هدى شديد الى أسرة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وكنت يومها رئيسًا لتحرير موقع “القوات اللبنانية”، تعرّفت إليها على خلفية “احتكاك” حصل بيننا.
لست في وارد العودة الى تفاصيل ما حصل، إلا أنني أعترف اليوم أنني ظلمتها انطلاقاً من كوني لم أكن أعرفها شخصيا، بغض النظر عن التفاصيل الصغيرة.
أثبتت الزميلة هدى شديد في الـ”LBC” أنها من المتمرّسين وأصحاب الخبرة الواسعة في العمل الإعلامي والأخلاقيات المميزة في تعاطيها المهني.
ليست هدى شديد في حاجة الى شهادة مني وهي تسبقني خبرة سواء في الإعلام المرئي أم في الإعلام المكتوب، لكنني أكتب انطلاقاً من أنني أخجل اليوم من هدى شديد، لا بل أغار منها.
أغار من صلابتها لأنها كانت صلبة بما فيه الكفاية لكي لا تنكسر، لا بل أثبتت أنها من طينة مقاومة حقيقية بعد مقاومتها للمرض ومواجهتها إياه بابتسامة وعزم وإيمان.
وأغار من إيمانها الذي جعلها أقوى من المرض فغلبته تماما كما غلب يسوع المسيح الموت بالقيامة.
وأغار من ابتسامتها التي رافقتها دومًا رغم الصعوبات. كنت أتابعها من خلال الفايسبوك وصورها التي ينشرها الأصدقاء المشتركين. كنت أسأل عنها شقيقها وصديقي طوني شديد لأطمئن أنها “مقاومة”!
هدى شديد، كنتِ إعلامية فتحوّلتِ رمزاً للإرادة والحياة.
كنتِ إعلامية لا تخاف التغطيات الخطرة، وخصوصاً في معارك لبنان المتنقلة، فأثبتِّ أنك انسانة لا تخشى مواجهة الأخطر حتى في المواجهات الشخصية.
مبروك لكِ انتصارك على المرض، ومبروك لنا عودتك إلينا، زميلة عزيزة وجريئة نستمدّ منها القوة كلما ضعفنا.
زميلتي هدى،
يقولون “ما إلك صاحب إلا من بعد مشكل”، وشاءت المصادفة أن تجري مصالحتنا في معراب، بما للمكان من رمزية معنوية بالنسبة إليّ، وأجزم بأننا سنبقى أصدقاء على الأقل لأن صداقتك باتت ضرورية لكي لا أغار أكثر…
والى المزيد من العطاء في مهنة المتاعب،
ودمتِ.