IMLebanon

المنارة يتقدّم 2-1 والمدرّجات تغلي و… خطر على البطولة

sagesse-riyadeh2

 

 تقرير خالد مجاعص

أعاد نهائيّ الحلم بين قطبي كرة السلّة الرياضي والحكمة في مواجهتهما الثالثة عقارب الساعة إلى الوراء، وأعاد إلى أذهان محبّي اللعبة سيناريوهات السنوات الماضية، وبعدما كان السؤال، من سيحرز اللقب؟ أصبح هل سيكون للقب بطل؟

فقبل أن نتوقّف في شكل مطّول مع قراءة باردة في استعراض معطيات انتصار الرياضي في المباراة الثالثة بفوزه على ضيفه الحكمة بنتيجة 62-54 وتقدّمه 2-1، لنتوقّف أوّلاً مع الأحداث التصاعديّة على المدرّجات، والتي بدأ تطوّرها في شكل سلبيّ يهدّد وصول النهائيّ إلى خواتيمه.

ولنكون واقعيّين، إذا لم يتعامل إتّحاد اللعبة في شكل حاسم وجديّ مع ما يحصل على المدرّجات، فسيكون من الصعب تنبّؤ ما قد يحصل، والأكيد أنّ التتويج لن يتمّ، من دون أزمات قد تضرب اللعبة بأكملها.

فمنذ اللقاء الأوّل، جنّب إتّحاد اللعبة نفسه من تطبيق قوانينه عند مواجهة الملعب المعتمد أعطالاً تقنيّة يتحمّلها الفريق المضيف، فكان يحاول إيجاد تسوية لمعالجة الوضع والهروب من تحميل المسؤوليّة، وذلك حرصاً منه على البقاء على مسافة واحدة من الطرفين، فما كان من الطرف الآخر سوى الردّ بالطريقة نفسها مع أعطال كهربائيّة، إضافة إلى تشنّج جماهيريّ والبدء بإطلاق الشعائر المذهبيّة والتي كانت تتردّد أصداؤها عبر شاشات التلفزة على مشجعّي الفريق الآخر، فكانت ككرة ثلج تلقّطها جمهور المنارة بشكل تصاعديّ، وبدأت تتحوّل إلى تشنّجات تعدّت إطار المدرّجات لتدخل طرفاً على أرض الملعب، عكست حقيقة ما قد تصل إليه الأمور في حال لم يجد إتّحاد اللعبة في أسرع وقت، عصا سحريّة تنقذ هذا النهائي، ليصل إلى برّ الأمان.

وبالعودة الى المواجهة الثالثة، جاءت المباراة على نحو سيناريوهين، الأوّل في الجزء الأوّل، أي الربعين الأوّل والثاني، حيث ظهر في شكل واضح أنّ لاعبي الفريقين مرهقين بدنيّاً، وأنّ المواجهة دفاعّية بامتياز، حيث انكفأ كليّاً دور المهاجمين والهدّافين من الطرفين، باستثناء لاعب ارتكاز الحكمة جوليان خزّوع، اللاعب الأفضل في فريقه مع 20 نقطة، و12 “ريباوند”، ممّا أعطى تقدّماً بسيطاً للأخضر مع نهاية الجزء الأوّل بنتيجة 25-22 (نتيجة هي أقرب لنهاية جزء في البطولات المدرسيّة، وليس ضمن بطولة محترفين).

ومع انطلاق الربع الثالث، كان واضحاً أنّ وتيرة اللقاء زادت سرعة، فكان الرياضي محافظاً على وتيرته بينما فقد لاعبو الحكمة تركيزهم دفاعيّاً، فاستغلّها الرياضي بشكل محكم مع تألّق رائع للثلاثيّ جان عبد النور، اللاعب الأفضل في المباراة بـ17 نقطة، اسماعيل أحمد وعلي محمود، اللذين سجّلا معاً 16 نقطة للرياضي في الربع الأخير، مقابل 7 نقاط لفريق الحكمة، فكان هنا بيت القصيد لفوز الرياضي بنتيجة 62-54 وتقدّمه 2-1.

ويبقى السؤال… أين كانت نقاط ضعف الحكمة في المواجهة الثالثة؟

لن يكون من الصعب اكتشاف أين كان الخلل في صفوف الفريق الأخضر عند قراءة أرقام المباراة. فالحكمة المعروف بقوّة أدائه الهجوميّ، وتميّزه بأفضل المسدّدين عن الرميات الثلاثيّة، وقد افتقدهم كليّاً طوال النهائيّ، خصوصاً في اللقاء الثالث حيث كانت نسبة قنّاصهم الأميركيّ دي ووريك سبينسر صفر من تلاثة عن الرميات الثلاثيّة وإيلي اسطفان صفر من خمسة عن المسافة نفسها، بينما اكتفى إيلي رستم بتسديدة واحدة ناجحة من ستّة رميات عن ثلاثيّة، وصفر من محاولتين لرودريك عقل أي بمجموع نسبة هدّافيه (الأفضل في لبنان عن تلك المسافة) تسديدة ناجحة من 16، وهي نسبة غير مقبولة لفريق في هذا المستوى.

و للمفارقة، فإنّ نقاط الحكمة عن المسافات البعيدة جاءت من خلال جوليان خزّوع مع 3 رميات ثلاثيّة ناجحة، إضافة إلى سلّة ثلاثيّة لكلّ من كريس دانييلز ودانييل فارس، ممّا يؤكّد تفوّق الرياضي دفاعيّاً بقيادة جان عبد النور (المدافع الأفضل في لبنان)، وحاجة المدرّب أبو شقرا إلى إيجاد وصفة سحريّة لمعالجة صدّ ضغط لاعبيّ جناح الرياضي.

ويبقى… ماذا سيخبّىء المدرّبان سوبوديتش و أبو شقرا من مفاجآت جديدة والأهمّ ماذا يخبّئ جمهور المدرّجات من جديد للمباراة الرابعة؟