وسط اجراءات أمنية مشددة وصل الى بيروت آتيا من وارسو، وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في زيارة دامت ساعات عدة.
وفور وصوله توجه الى السراي الحكومي حيث التقى الرئيس تمام سلام وعقد معه اجتماعًا خرج من بعده ليؤكد في مؤتمر صحافي، “إلتزام بلاده دعم أمن لبنان وإستقراره في هذه المرحلة الصعبة”، مشدّدًا على أنّ “الولايات المتحدة ليس لديها مرشح لرئاسة الجمهورية، وأنّ الموضوع شأن لبناني بحت”.
ولفت إلى أنّ “لبنان يتأثر بتداعيات الأزمة السورية أكثر من أيّ دولة أخرى”، موضحًا أنّ “اللاجئين السوريين يشكلون عبئاً عليه”.
واذ شدد كيري على ضرورة “ملء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى”، إعتبر “أنّ الأمن في لبنان مهم جدًا، انهم سعملو مع شركائهم لحمايته”، مضيفاً: “إننا نريد حكومة تكون بعيدة عن التدخل الأجنبي مع رئيس جمهورية قوي، ورئيس للبرلمان يستجيب لحاجات الشعب”.
وأعلن عن “تقديم الولايات المتحدة مبلغ 290 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم”، كما أعلن عن “تقديم 51 مليون دولار إلى لبنان لمساعدته في ظل إستضافته اللاجئين”، لافتاً إلى أنّ “ما تم تقديمه حتى الآن على صعيد المساعدات ليس كافياً”.
وفي الشأن السوري، أكد أنّ “الإنتخابات الرئاسية التي جرت لا معنى لها على الاطلاق”، داعياً “روسيا و”حزب الله” لدعم جهود إنهاء الحرب فيها”.
وفي الشأن الفلسطيني، أوضح كيري أنّ “الرئيس محمود عباس أكد أنّ الحكومة الفلسطينية الجديدة ملتزمة رفض العنف وإستمرار المفاوضات”، وقال: “لا وزراء من “حركة حماس” في الحكومة الفلسطينية الجديدة، ونحن سنراقب سياسات هذه الحكومة، وبعدها نحدّد توجهنا”.
وقبل ان يتوجه الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، اجتمع كيري مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مطرانية الموارنة في بيروت بحضور المطران بولس مطر والسفير البابوي كابرييل كاتشيا، حيث ابلغ غبتطه حرص بلاده على اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن.
ومن عين التينة، جدد كيري التأكيد على “ان الولايات المتحدة لا مرشح لديها وان لا فيتو على احد في هذا الاستحقاق”، مشددًا على “الدور اللبناني في الانتخابات الرئاسية”.
واوضح “ان الادارة الاميركية يهمها ان يسود في لبنان الاستقرار”، متطرقًا الى الحديث عن قضية النازحين السوريين وتداعياتها على لبنان .
من جهته، ركز الرئيس بري في سياق الحديث عن الوضع في المنطقة والحل السياسي في سوريا، وشدد أيضا على “ان جوهر ما يجري في هذه المنطقة ناجم عن استمرار المشكلة الفلسطينية”، مؤكدا على الحل العادل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
ولدى مغادرته عين التينة رد الوزير الاميركي على الصحافيين حول اجواء اللقاء بالقول: “كانت جيدة جدا، بل ممتازة”.
وبعدها غادر كيري بيروت عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، على متن طائرة أميركية خاصة.
ولاحقًا اصدرت رئاسة مجلس الوزراء بيانًا اكدت فيه ان مؤتمر كيري في السرايا تناول امورًا لم تكن بين القضايا التي تناولها اللقاء ومنها ما يتعلق بالعلاقات الاميركية -الاسرائيلية.
هذا واجرى كيري محادثات مع منسق الشؤون الإنسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روس ماونتن في السراي.
