بعيد اختتام زيارة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم والوفد المرافق إلى لبنان، لفتت مصادر اقتصادية مطلعة
لـ”المركزية”، إلى “الاهتمام الدولي بلبنان والذي تجلى بوضوح أمس في تلك الزيارة، واليوم في جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري على المسؤولين اللبنانيين، نظراً إلى المخاوف من تصاعد الضغوط الإقتصادية والإجتماعية على لبنان من خلال تدفق النازحين السوريين بحيث لم يعد لبنان قادراً على تلبية احتياجاتهم، ما دفع برئيس الحكومة تمام سلام إلى إطلاق الصرخة من السراي أمس، والتي سينقلها اليوم إلى كيري، بقوله “نريد دعماً دولياً سريعاً لمنع انهيار الاقتصاد.”
وفي المقلب الآخر، كشفت مصادر مالية لـ”المركزية”، أن وفد البنك الدولي تطرق أمس بشكل مفصّل، الى موضوع النازحين السوريين، لكنه بحث في مواضيع أخرى خصوصاً مع وزير المال علي حسن خليل وأبرزها ما يتعلق بملفي الطاقة والكهرباء، إذ أبدى الوفد استعداده للمساعدة في تخفيف عجز مؤسسة كهرباء لبنان، عن طريق إعطاء القروض الجديدة أو تحفيز التشركة مع القطاع الخاص. كذلك حث وفد البنك الدولي على بدء الإصلاحات في كهرباء لبنان وأولها تخفيف العجز المتراكم سنوياً بمعدل ملياري دولار، تحسّباً لإخضاع لبنان لخفض جديد في التصنيف المالي.
لكن مصادر رفيعة في قطاع الكهرباء، نفت لـ”المركزية” أن يكون البنك الدولي قدّم أي دراسة حول “كيفية مساعدة كهرباء لبنان في تقليص عجزها”، لكنها أكدت في المقابل، أن “المؤسسة تستند إلى خطة الوزير السابق جبران باسيل والتي استعان فيها بالبنك الدولي، وعقد معه اجتماعات عدة لهذه الغاية.”
وتعليقاً على موضوع التشركة، قال الخبير المالي الدكتور غازي وزني لـ”المركزية”: “ان البنك الدولي يؤيّد التشركة لكنه يعارض الخصخصة، وأصدر مجلس النواب أخيراً قانوناً يسمح للقطاع الخاص بإنتاج الكهرباء بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان.”
وأكد أن “البنك الدولي همّه الأول ملف النازحين وخصوصاً في ضوء التقرير الذي نبّه إلى أن لبنان غير قادر على معالجة المشكلات المتأتية من عملية النزوح وفق الإمكانات المتوفرة لديه، وبالتالي إن البنك الدولي على استعداد للمساعدة عن طريق إقامة مشاريع للصرف الصحي أو الطرقات أو عبر إعطاء مساعدات لا تفي بالحاجة المطلوبة، لكن من المؤكد أنه قادر على ممارسة الضغوط على الدول المانحة من أجل المساهمة في مساعدة لبنان في موضوع النازحين السوريين.”