كتبت رولا حداد
ظريف هو رئيس مجلس النواب نبيه بري. غاضب هو لأن البعض يريد تعطيل عمل مجلس النواب. يقول إنه لا يجوز ضرب السلطة التشريعية بسبب الفراغ في رئاسة الجمهورية.
ينتقد الرئيس برّي في مجالسه العلنية والمسرّبة يومياً من أسماهم “المقاطعجية” نسبة الى من يقاطعون التشريع في مجلس النواب في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية.
يقول الرئيس برّي إنه لا يجوز تعطيل التشريع لأي سبب كان، فسلسلة الرتب والرواتب أمر حيوي، إقرار الموازنة أمر أساسي والسير بالقوانين العالقة أمام الهيئة العامة واجب وطني…
الغريب أن تكون ذاكرة رئيس مجلس النواب منذ 22 عاماً قصيرة جداً!
سها عن باله أنه هو، نبيه برّي، من أقفل مجلس النواب بالشمع الأحمر من 1 كانون الأول 2006 وحتى 25 أيار 2008 بذريعة أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لم تعد ميثاقية بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها!
لم يعد التشريع أولوية يومها. لم يعد مهماً إقرار الموازنات. في الأساس المجلس النيابي أقرّ منذ الـ2005 موازنة واحدة فقط رغم أن حكومتي الرئيس فراد السنيورة أرسلت الموازنات الى المجلس. ومجلس الـ2009 الممدّد له برئاسة الرئيس نبيه بري لم يقرّ أي موازنة رغم أن حكومة الرئيس سعد الحريري أرسلت موازنتين!
اليوم، في وغياب رئيس الجمهورية استفاق برّي على ضرورة إقرار الموزانة!
أن يحرّم بري التشريع بسبب استقالة وزراء “حزب الله” وحركة “أمل” ومنع السلاح غير الشرعي من تعيين أي وزير شيعي في الحكومة أمر طبيعي وممارسة ميثاقية من الثنائي الشيعي في وجه الحكومة “غير الميثاقية” كما كان يحلو لبرّي تسميتها، أما حين يرفض النواب المسيحيون التشريع في ظل إفراغ موقع رئاسة الجمهورية فيصبحون “مقاطعجية”!
إن الميثاقية يا دولة الرئيس تتمثل أوّلا في الشراكة الوطنية على صعيد الرئاسات. فالميثاق الوطني منح رئاسة الجمهورية للمسيحيين كما منح رئاسة مجلس النواب للشيعة ورئاسة مجلس الوزراء للسنّة، وأي خلل على هذا الصعيد كما هو حاصل اليوم يضرب الميثاق من أساسه.
تخيّل يا دولة الرئيس ولو للحظة واحدة أن مجلس النواب بعد انتخابه لا يؤمّن النصاب لانتخاب رئيسه ماذا كان ليحصل؟
تخيّل يا دولة الرئيس لو أنه عند الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس لتشكيل الحكومة يمتنع رئيس الجمهورية عن تحديد موعد سريع للاستشارات أو يمتنع النواب عن حضور الاستشارات ليبقى البلد من دون تكليف شخصية جديدة لتشكيل الحكومة… ماذا كان ليحصل؟
إن الميثاقية اليوم مضروبة في الصميم وأنت بإصرارك على التشريع في غياب رئيس الجمهورية تبدو كمن يقرأ الفاتحة على روح الميثاقية!
لا يا دولة الرئيس، هذا لا يمكن أن يمرّ.
إستمع الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
إستمع الى المؤسسات المارونية.
إستمع الى رؤساء الأحزاب والشخصيات المسيحية.
إستمع الى نواب المجلس المسيحيين.
لا أحد يقبل بالتشريع اليوم. ولا تشريع قبل انتخاب رئيس جديد. واسمح لنا بنقطة على السطر.