Site icon IMLebanon

الفئران تشعر بالأسف بعد القرارات السيئة

 

كشفت دراسة علمية حديثة أن الفئران تشعر بالأسف عندما تتخذ قرارات سيئة عند اختيارها للطعام.

ووضع الباحثون الفئران أمام موقفين لتختار ما بين: الانتظار لفترة معينة من الوقت لكي تحصل على بعض الطعام، والانتقال إلى مكان آخر.

ووجدت الدراسة أن الفئران التي انتقلت إلى مكان آخر ووجدت الطعام الثاني أسوأ قد أظهرت شعورا يعكس الأسف والندم، مبددةً بذلك الاعتقاد بأن “الأسف” شعور يقتصر على البشر فقط.

ديفيد ريديش، عضو من فريق البحث، قال: “إن الجزء الأصعب في الدراسة هو أنه كان يتعين علينا التفرقة بين الشعور بالأسف وبين الشعور بخيبة الأمل، الذي ينتاب الانسان عندما لا تكون الأمور جيدة كما يأمل. وكان الحل هو السماح للفئران بالاختيار”.

وعن قدرة الفئران المعرفية، أعد العلماء ما يمكن أن يطلق عليه “صف المطعم”، حيث تقرر الفئران المدة الزمنية التي تنتظرها للحصول على طعام مختلف خلال فترة مدتها 60 دقيقة، فإذا كان الصف طويلا في المطعم الصيني، فستترك هذا المطعم وتذهب إلى المطعم الهندي الموجود في الشارع نفسه.

 

وانتظرت الفئران وقتا أطول للحصول على النكهات التي تحبها، وهو ما يعني أنه أصبح بمقدور الباحثين معرفة الأطعمة الجيدة والسيئة بالنسبة للفئران. وأحيانا أخرى قررت الفئران عدم الانتظار للحصول على الطعام الجيد وانتقلت إلى مكان آخر، لتجد نفسها في النهاية أمام خيار سيء – وهو ما يطلق عليه العلماء اسم “الوضع المحفز للشعور بالأسف”. وفي هذه الحالات، غالبا ما تتوقف الفئران وتنظر إلى الوراء على الطعام الجيد الذي سبق وأن تركته.

وغيّرت الفئران قراراتها اللاحقة، وأصبحت أكثر انتظارا في المرة التالية وأكثر اندفاعا للحصول على الطعام الذي يأتيها. ويقول العلماء إن مثل هذا السلوك يتفق مع التعبير عن الأسف.

وعندما أجريت التجارب على الحالات التي تواجه فيها الفئران خيارات سيئة من دون اتخاذ قرارات غير صحيحة، لم يكن الشعور بالأسف موجودا.

 

وقال ريديش: “يوجد في البشر جزء في المخ يسمى القشرة الأمامية المدارية التي تكون نشطة خلال الشعور بالأسف. وفي حالة الفئران التي تدرك أنها ارتكبت خطأ، فإن القشرة الأمامية المدارية تمثل الفرصة الضائعة”.

وأضاف: “من المثير للاهتمام أن القشرة الأمامية المدارية في الفئران تمثل ما كان ينبغي القيام به، وليس الفرصة التي لم تتح لها، وهذا أمر منطقي لأن الانسان لا يندم على الشيء الذي لم يحدث لك، ولكنه يندم على الشيء الذي لم يفعله”.

ويعتقد ريديش أن هذا الشعور الحيواني بالأسف يمكن أن يستخدم الآن للمساعدة في فهم كيفية تأثير الأسف على القرارات التي يتخذها البشر.

وقال مارك والتون، من جامعة أكسفورد، إن نتائج البحث هامة لأنها أظهرت مستوى عال من القدرة المعرفية لدى الفئران.

وأشاد والتون بالتجربة، قائلا: “إنها وسيلة ذكية للنظر في العمليات المعرفية، كما أن رؤية كيفية أداء هذه المهام لدى الفئران يمكن أن تقودنا لمعرفة كيفية تفكير وتصرف الفئران في الحياة البرية”.