في ظل ما شهده العام 2013 من خضات أمنية شمالاً وجنوباً وما رافقها من توترات سياسية، تراجعت التدفقات المالية الى لبنان بعدما كانت شهدت تحسناً لافتاً في اعوام 2012 و2011 وبلغت ذروتها في 2009.
فقد أشار معهد التمويل الدولي Institute of International Finance الى أن صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصّة الوافدة إلى لبنان (net private capital inflows) بلغت 4,9 مليارات دولار في 2013، مما شكّل تراجعاً بنسبة 30% عن 6,9 مليارات دولار في 2012، وذلك مقارنة بتدفقات وصلت إلى 7,5 مليارات في 2011، و4,9 مليارات في 2010، وإلى ذروة بلغت 12 مليار دولار في 2009. وسجّل لبنان نسبة الإنخفاض الحادي عشر الأكبر حيال صافي تدفقات رؤوس الأموال بين 30 سوقاً ناشئة توافرت فيه هذه الأرقام، في حين سجّل الإنخفاض الثاني الأكبر من حيث صافي تدفقات رؤوس الأموال في العام الماضي بين سبع دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، مما جاء أفضل من جنوب أفريقيا فقط (%44,5-). وعزا المعهد التراجع في صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى لبنان إلى تراجع بنسبة %22,4 في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من 3,7 مليارات في 2012 إلى 2,9 مليارين في 2013، إضافة إلى تراجع بنسبة %18 في ودائع المصارف غير المقيمة من نحو 10 مليارات في 2012 إلى 8,2 مليارات في 2013.
في موازاة ذلك، ارتفعت ودائع القطاع الخاص غير المالي غير المقيم من 2,8 ملياري دولار في 2012 إلى 4,4 مليارات في 2013، الأمر الذي خفف من الانخفاض في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وفي ودائع المصارف غير المقيمة. ووفق الدراسة التي أوردتها النشرة الأسبوعية لمجموعة بنك بيبلوس Lebanon This Week شكّل صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان نسبة 0,4% من إجمالي التدفقات إلى الاقتصادات الناشئة ونسبة 5.6% من إجمالي التدفقات إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في العام 2013. وأشار المعهد إلى ان لبنان كان المستقطب الحادي عشر الأصغر لتدفقات رؤوس الأموال بين الاقتصادات الناشئة والثاني الأصغر بين دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، متقدماً على مصر (2,8 مليار دولار) فقط، إضافة إلى ذلك، بلغ صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان نسبة 11% من الناتج المحلي الإجمالي في 2013، وهي ثاني أعلى نسبة بين الاقتصادات الناشئة، متأخرًا عن شيلي (11,5% من الناتج المحلي الإجمالي)، وأعلى نسبة بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
في موازاة ذلك، قدّر المعهد صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان بـ 5,2 مليارات دولار في 2014. وأسند توقعاته على إجراء الانتخابات الرئاسية مما سيؤدي إلى تحسن البيئة السياسية والأوضاع الأمنية. في إطار هذا السيناريو، سيشكّل صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان نسبة 0,5% من إجمالي التدفقات إلى الأسواق الناشئة ونسبة 5.4% من إجمالي التدفقات إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا. واشار المعهد إلى أن صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان ستكون التاسعة الأدنى بين الاقتصادات الناشئة في هذه السنة، فيما ستكون الثالثة الأدنى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، متقدماً على مصر (4,1 مليارات دولار ) والمغرب (4,5 مليارات دولار). إضافة إلى ذلك، توقّع المعهد أن يبلغ صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة الوافدة إلى لبنان نسبة 11,2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2014، وهي ثاني أدنى نسبة بين الاقتصادات الناشئة، خلف شيلي (11,5% من الناتج المحلي الإجمالي)، وأعلى نسبة بين دول الشرق الأوسط و أفريقيا.