أعرب قيادي في قوى 14 آذار عن اعتقاده بأن ثمة صعوبة في التكهن بالسقف الزمني للفراغ الرئاسي الذي سيبقى مفتوحا إلا إذا برز وضع داخلي أمني غير عادي يدفع المجتمع الدولي للتدخل، فيما الوضع الحالي لا يدعو هذا المجتمع للتدخل، أو إذا نجح المسيحيون في توسيع مساحة التضامن معهم برفض التشريع، وما عدا ذلك يعني أن الفراغ الرئاسي سيطول.
وفي موازاة هذا الفراغ، برزت على الشاشة السياسية طروحات مثل تقديم الانتخابات النيابية بين 20 آب و20 تشرين الثاني المقبلين على الاستحقاق الرئاسي، إلا أن القيادي في 14 آذار استبعد هذا الخيار، لكون ذلك يرسخ واقعا بإمكانية تجاوز رئيس البلاد، عدا أن ثمة اجراءات تقنية مطلوبة كاللجنة المنوطة بالمراقبة وغيرها من الخطوات التي تتطلب توقيع رئيس الجمهورية.
وبحسب هذا القيادي فان الأولوية حاليا هي للاستحقاق الرئاسي، مشيرا إلى أن العماد ميشال عون الذي فشل في تركيب تفاهم حقيقي مع الرئيس سعد الحريري، مازال يأمل أن تكون مرحلة الفراغ فرصة لتحسين ظروف ترشيحه للرئاسة من خلال اجراء الانتخابات النيابية ونيل أكثرية ومحاولة العودة بمظهر الرئيس المسيحي القوي، وقال: “ان اجراء هذه الانتخابات لن يغير في خريطة التحالفات الراهنة في المجلس النيابي وان قوى 14 آذار قادرة بناء على استطلاعات رأي على تقليص كتلة عون، إذا ما تم اعداد معركة سياسية معه من دون الانزلاق إلى مناورات محلية وخصوصا في الأقضية المسيحية الصافية ككسروان والمتن”.
وأشار هذا القيادي إلى أن “حسابات عون الرئاسية قد فشلت نتيجة خياراته الممسوكة من حزب الله، وكذلك فإن رهانه على انتخابات نيابية توصله إلى قصر بعبدا في غير محله، كونه لم يتمكن من إرساء تحالف خماسي يضمه والثنائي الشيعي والحريري والنائب وليد جنبلاط، إضافة إلى ذلك فإن حليف الجنرال أي حزب الله يفضل التمديد للمجلس النيابي، لأن أولوية الحزب مازالت مزدوجة: مواصلة قتاله في سوريا وترييح الجبهة اللبنانية بغية التفرغ لهذا القتال، وبالتالي لا يناسبه المس بهذا الواقع، لأنه لا يستطيع أن يضمن مسار الأمور واتجاهاتها، فيما هو من مصلحته انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع السورية وتداعياتها على الداخل اللبناني”.