يحمل فرقاء سياسيون فاعلون على الساحة اللبنانية، ورقة مضمرة لم يرموها حتى الساعة بشكل واضح على الطاولة الداخلية، تتمثل في تعديل اتفاق “الطائف” أو حتى استبداله بنظام جديد، يحقق لهم مكاسب سياسية تتخطى ما يحظون به اليوم.
مصادر بارزة في قوى 14 آذار، اعتبرت ان “طرح اعادة النظر في “الطائف”، أخرجه “حزب الله” الى الضوء أكثر من مرة منذ خروج الوصي السوري الذي كان يضبط ايقاع اللعبة اللبنانية، في نيسان 2005 .
وأضافت “الموضوع برز جليّا الى الواجهة عشية الدعوة الى الحوار التي وجهها وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الى الاقطاب اللبنانيين في سال – سان كلو عام 2007، فكانت المرة الاولى التي تطرح فيها “المثالثة” بشكل واضح. وكما يروي الوزير نبيل دوفريج الذي كان مشاركا في المؤتمر، فان سفيرا فرنسيا كان مسؤولا عن العلاقة مع سوريا وايران والشرق الاوسط، أبلغه ان الدولة الايرانية تعتبر ان “يوماً ما سلاح حزب الله لن يعود ضروريا، ويجب من الآن ان نجد ماذا يمكن ان نعطيه في لبنان كي تكون له قوة سياسية اكبر وحضور اكثر، واقترح الايرانيون على هذا السفير آنذاك، المثالثة في لبنان”.
وتابعت المصادر “عام 2008، وبعد ان أظهر “حزب الله” تفوقه العسكري على الارض في 7 أيار حيث اجتاح شوارع بيروت، نجح في انتزاع مثالثة “منمّقة” في “اتفاق “الدوحة”، تمثلت في فرضه “الثلث المعطل” في الحكومة”.
واليوم، ترى المصادر ان “حزب الله” يحاول استثمار فائض قوته عسكريا، عبر طرح مؤتمر تأسيسي يؤمن له “المثالثة”.
الخارجية الفرنسية ترد على نصرالله” وفيما حاول الحزب غسل يديه من مطلب “المثالثة”، عبر اعلان امينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير ان الدولة الفرنسية تقف خلف هذا الطرح الذي اثارته مع مسؤولين ايرانيين، نفى اليوم الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال هذه المعلومات، مؤكدا ان فرنسا، تحترم النظام اللبناني بصورته الحالية، لكنه استطرد “في نهاية المطاف، نحن نؤيد كل ما يريده اللبنانيون، وان أرادوا هم “المثالثة” فعندئذ نؤيدها”.