Site icon IMLebanon

بري والحريري وعون ونصرالله مع البرازيل.. جنبلاط وجعجع غير مهتمّين

كتبت باسمة عطوي في “المستقبل”

لن يعلو صوت على مدى شهر من الآن فوق هدير المونديال في البرازيل والمعمورة برمتها. أما المونديال اللبناني، فلا يزال غير محسوم النتائج والمصير بانتظار تبيان الخيط الأبيض من الأسود على مستوى حقوق نقل المباريات عبر أثير تلفزيون لبنان في ضوء التضارب الحاصل في المعلومات والمعطيات عشية انطلاق عرس “المستديرة”. فبعدما استبشر اللبنانيون خيراً بوعد رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني إثر اجتماعه بوزير الداخلية نهاد المشنوق في الدوحة “بالمساعدة في قرار نقل المباريات عبر شاشة تلفزيون لبنان”، عادت الآمال لتضمحل مع “الرسالة النصية” التي تلقاها وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي عبر بريده

الالكتروني من شركة BeIN SPORTS القطرية لتعلمه “عدم الموافقة على منح تلفزيون لبنان حصرية نقل مباريات كأس العالم” على الأراضي اللبنانية. وأوضح حناوي لـ”المستقبل” أنه تلقى اتصالاً من المشنوق بعد إعلان هذا النبأ لاستيضاحه عن حقيقة ما جرى مؤكداً أنّ رئيس الوزراء القطري وعده بحل هذا الموضوع لكنه ينتظر عودة رئيس مجلس إدارة شركة BeIN SPORTS ناصر الخرافي من رحلة خارجية لمعالجة الأمر معه.

وأضاف حناوي: “كذلك طلبت من رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي الاتصال بالشركة فأجرى اتصالاً بمندوب الخرافي الذي أكد له العمل على مراجعة “سمو الأمير” في الموضوع واعداً بأن يعاود الاتصال به فور تلقيه جواباً عن ذلك”. وختم حناوي بالقول: “آمل أن أكون مخطئاً، لكن يبدو أنّ نسبة حل الموضوع لا تتجاوز 5%، مع العلم أننا كنا قد تقدمنا بعرض مالي للشركة المعنيّة في مقابل منحنا حقوق نقل المباريات عبر تلفزيون لبنان إلا أنها رفضت العرض”.

بدوره، أكد الوزير المشنوق لدى وصوله ليلاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من الدوحة أنّ “الأمور لم تُحل بعد”، وقال لـ”المستقبل”: “لا زلت أنتظر نتائج اتصال مرتقب مع رئيس الوزراء القطري، ربما الليلة (أمس) أو غداً (اليوم) صباحاً”.

وبعيداً من الحقوق وحصريتها في نقل المونديال، توغلت “المستقبل” في ملاعب القادة السياسيين لترسم خارطة تمترسهم خلف هذا المنتخب أو ذاك. فتكشفت مفارقة كروية جمعت الأضداد السياسيين خلف المستديرة نفسها ونجمها الأسطع المنتخب البرازيلي، وفي هذا السياق كشفت مصادر كل من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون لـ”المستقبل” أنهم من مؤيدي البرازيل في المونديال، كما أكدت معلومات متقاطعة لـ”المستقبل” أنّ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله من محبذي المنتخب البرازيلي أيضاً. في حين تقاطع كل من رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عند كونهما “غير مهتمَّين” بمتابعة المونديال هذا العام. وبينما اكتفت مصادر جعجع بالإشارة لـ”المستقبل” إلى أنه “كان من مؤيدي المنتخب الألماني سابقاً لكنه في هذا المونديال غير مهتم”، أكدت مصادر جنبلاط لـ”المستقبل” أنه “كان في السابق من محبذي منتخب “السامبا” لكنه هذا العام غير متابع وغير مهتم لوقائع المونديال الحالي”. وروت في هذا الإطار أنه قبل سنوات وخلال جولة كان يقوم بها جنبلاط على إحدى مناطق المتن إستوقفته متابعة حشد من المواطنين مباراة منتخب البرازيل في أحد المقاهي فتوقف ودخل المقهى حيث أعرب أمامهم عن إعجابه بأداء المنتخب البرازيلي مؤكداً وجوب دعم هذا المنتخب “لأنه من دول العالم الثالث”.

نواب ووزراء

إذاً، تخلط ألوان أعلام المنتخبات المشاركة في مونديال العام 2014 خيارات اللبنانيين الرياضية، الذين خرجوا من ألوان إصطفافاتهم السياسية ووضعوا أعلامها مؤقتا، وتفرغوا للتباري في رفع أعلام منتخباتهم الرياضية المفضلة طوال فترة شهر تقريبا، لتشكل لهم فترة إستراحة من التناكف السياسي الدائر في البلاد. هذه “الخلطة الرياضية” سرت مفاعيلها أيضا على خيارات وألوان وزراء ونواب قوى 14 و8 آذار لتحديد منتخباتهم المفضلة، من دون أن تلغي تمترس كل منهم وراء تأييد منتخبات محددة، لكن الجديد الذي حمله المونديال هو قبول “ألوان في الرياضة” من الصعب إستساغتها في السياسة. فوزراء 14 آذار الذين يؤيدون في أغلبهم منتخبي ألمانيا وإسبانيا، لا يتحسسون خلال المونديال من اللون الاصفر الموجود في علمي هذين البلدين، أما قوى 8 آذار التي يؤيد معظم ساستها البرازيل والارجنتين، فلا يتعكر مزاجهم حين يرفعون علم الارجنتين الازرق.

ما يمكن إستنتاجه من الاحتفالية التي تسبق المونديال، أن الحسابات السياسية لا تغيب عن خيارات الوزراء والنواب في تشجيع المنتخبات الرياضية، لا بل تجعلهم متقابلين في خيارين، الاول لقوى 14 آذار الذين يؤيد معظم نوابها ووزرائها كلاً من ألمانيا وإسبانيا، وبين فريق 8 آذار الذين يفضلون في الغالب فريق البرازيل، من دون أن ينفي ذلك وجود إستثناءات في كلا الفريقين ومعايير موضوعية أخرى تتحكم في الخيارات، والتي يتم على أساسها إختيار الفريق المفضل كمهارة المنتخب، وتمتعه بالروح الرياضية ونجومية لاعبيه التي تلعب دوراً وازناً في حسم الاختيار. كما تتوزع خيارات الوزراء والنواب إلى أكثر من فريق، «إما مسايرة لأذواق افراد العائلة، أو بسبب وضع لائحة للمنتخبات المفضلة تحسبا لخروج من وقع عليه الاختيار قبل الوصول الى المرحلة النهائية من المونديال.

تحتل البرازيل والمانيا وإسبانيا والارجنتين المراتب الاولى في نسبة التأييد لدى وزراء ونواب قوى 14 و8 آذار على السواء، ولكل منهم أسبابه، فبالنسبة لعضو كتلة “المستقبل” النيابية أحمد فتفت فهو من مؤيدي منتخبي بلجيكا أولا (كونه يحمل الجنسية البلجيكية) وإسبانيا ثانياً ولو كان للبنان منتخب مشارك في المونديال لحل في المرتبة الاولى كما يقول. وما يميز فتفت أيضا هو حرصه على أن يكون مخالفا لأي جمهور مؤيد لمنتخب معين خلال مشاهدة المباراة سواء في المنزل أو لدى الاصدقاء، ويفسر ذلك بالقول “لأن ذلك يزيد من حماسة الاجواء أثناء مشاهدة المباراة “، مضيفا “بأن أولاده من مؤيدي ألمانيا وهولندا وزوجته تؤيد البرازيل لكنه حريص على ألا يساير أيا منهم”.

أما زميله في الكتلة النائب جان أوغاسبيان فهو من أشد المتحمسين للمنتخب الالماني “وما تسألوني ليش”، فهو ليس خبيرا بالشؤون الكروية بحسب تعبيره لكنه يحب الاستراتيجية التي يتبعها المنتخب الالماني في الملعب.

يخرج عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب أمين وهبي عن سرب نواب ووزراء 14 آذار المؤيدين لإسبانيا وألمانيا، فهو من المؤيدين للبرازيل لأسباب عدة على حد قوله أولها “أن البرازيليين شعب طيب ومتواضع وتجمعه القرابة والصداقة بالعديد من البرازيليين منذ أن كان على مقاعد الدراسة، بالاضافة الى أن لعب المنتخب البرازيلي محترف وفيه الكثير من الفن والاخلاق، ناهيك عن أن المنتخبات البرازيلية على مر السنوات غالبا ما كانت تضم نجوما في عالم الرياضة مثل بيليه وروماريو”.

ترجح كفة تأييد البرازيل لدى معظم وزراء والنواب في 8 آذار، وحين يسألون عن السبب يجيب عضو كتلة التحرير والتنمية هاني قبيسي ضاحكا “لأنهم يرتدون اللون الاصفر”، ثم يضيف بجدية “تأييدي لهم بدأ منذ فوزهم بكأس العالم في ثمانينيات القرن الماضي ولا أزال وفيا لهم إلى الان، لأنهم يلعبون بشكل منسجم وفن وروح رياضية عالية وهذا أمر مهم”

يشارك عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، قبيسي في تأييده لمنتخب البرازيل عالميا ولفريق النجمة اللبناني محليا ولا يربط هذا الامر بأسباب سياسية، بل لأنه معجب بطريقتهم في اللعب ولا يزال، لكنه لا يقوى على متابعة مباريات المونديال “لأنه سريع الغضب وأعصابه لا تحمله«، لذلك يهرب من مشاهدة ما يجري على أرض الملعب ويسأل أصدقاءه عن النتيجة فقط”.

عند عضو كتلة التحرير والتنمية أيوب حميد معيار الاختيار مختلف، فهو يشجع منتخب الجزائر كونه الفريق العربي الوحيد في المونديال، ناهيك عما تمثله الجزائر قوميا كونها بلد المليون شهيد. أما دوليا فهو من مؤيدي البرازيل في المرتبة الاولى بالرغم من أن أولاده موزعون بين مشجعين لكل من إيطاليا وألمانيا والبرازيل، لكنه عاطفيا يميل نحو الشعب البرازيلي الذي إستطاع إثبات وجوده بالرغم من الوضع الإقتصادي الصعب الذي عاشه على مدى سنوات.

أما الوزير حناوي فهو من مشجعي الارجنتين لأنه المنتخب المفضل لأبنه الاصغر محمد، كما أنه من محبي لعبة كرة القدم ومن المعجبين باللاعب ميسي ويحرص على حضور جميع المباريات التي يشارك فيها سواء في موسم المونديال أو في البطولات الاوروبية، وتحل في المرتبة الثانية البرازيل التي هي المنتخب المفضل لأبنه الاكبر علي.

الى جانب النواب والوزراء المشجعين، وآخرين لا تعنيهم مباراة كرة القدم والمونديال على السواء، يقول عضو اللقاء الديمقراطي هنري حلو أنه “لم يهتم يوما بمتابعة أي مباراة لكرة القدم أو أحداث المونديال”، وكذلك الامر لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد الذي يعبر عن حنقه من اللبنانيين الذين يتبارزون في رفع أعلام المنتخبات والفرق والتي تصل الى حد “الحزازيات” وإفتعال المشاكل، علما أنه شخصيا لا يتابع المونديال لأن لا وقت لديه لذلك ولأن الرياضة في لبنان صارت مرادفة للمشاكل وهو يكره كل ما يثير المشاكل، علما أنه في شبابه كان من لاعبي رياضة “الباسكت بول” وهو يتابعها من وقت لآخر.