يشهد العالم تحولات جذرية في السياسات الدفاعية، فتحركات روسيا في القرم، وجهود اليابان لإعادة إحياء دفاعاتها، وعمل الصين على بناء هيكليتها العسكرية، والنقاشات الأميركية حول الإنفاقات الدفاعية لمرحلة ما بعد الحرب، ستواصل كلها التأثير بشكل ملحوظ على الإنفاق العالمي على السياسات الدفاعية. أما على المستوى الشرق أوسطي، فإن الميزانية الدفاعية للمملكة العربية السعودية فهي على تزايد وذلك لارتباطها ببرامج دفاعية كبرى تتضمن الحصول على مقاتلات فـ 15 جديدة ومعاد تجهيزها ويناهز مجموع قيمتها 30 مليار دولار. وقد أدرجت دول شرق أوسطية أخرى على لائحة الدول الخمسين الأكثر إنفاقا في العالم، وبينها الإمارات العربية المتحدة، وعمان، والعراق، والكويت، ومصر. ويعمل تقرير ديلويت السنوي الجديد – المنشور بالأنباء – والذي يحمل عنوان «تقرير الدفاع العالمي 2014» على دراسة الاتجاهات والسياسات والمحفزات الأساسية في التحول الحالي في الإنفاقات الدفاعية. وبشكل أكثر تحديدا، تجري معاينة في العمق لوزارات الدفاع التابعة لخمسين بلدا أعلنت كامل إنفاقاتها على الدفاع الوطني تمثل أكثر من 92% من الإنفاقات الدفاعية العالمية. وتمثل 6 دول، وهي الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، واليابان، وفرنسا، 60% من الإنفاق الدفاعي العالمي، ومن المتوقع أن تحتل مسألة التكيف والتعاون والاستثمار في البرامج الدفاعية صدارة الأولويات بالنسبة إلى استراتيجيات إدارة الدفاع في السنوات المقبلة.
وتتضمن النقاط الأساسية الأخرى في «تقرير الدفاع العالمي 2014» ما يلي:
٭ في الفترة الممتدة بين العامين 2008 و2013، زادت السعودية إنفاقها الدفاعي السنوي بقيمة 16 مليار دولار، مباشرة بعد الصين (60 مليار دولار)، وروسيا (21 مليار دولار)، في حين أن الولايات المتحدة شهدت أكبر انخفاض في الإنفاق الدفاعي السنوي والذي بلغت قيمته 53 مليار دولار في الفترة نفسها.
٭ ومن بين الدول الخمس والعشرين ضمن الدول الخمسين التي تتمتع بأعلى مدخول سنوي للفرد، تنفرد الكويت مع ثلاث دول أخرى فقط هي أستراليا، وسنغافورة، واليابان، بالإشارة إلى أن الإنفاقات الدفاعية لن تنخفض أو تبقى على حالها في فترة السنتين إلى الخمس سنوات المقبلة.
٭ ومن بين الدول الخمس والعشرين الأقل دخلا بين الدول الخمسين الأكثر انفاقا على الموازنات الدفاعية، تعمل كل من السعودية، والعراق، وعمان، والجزائر، والمغرب، بالإضافة إلى أنغولا، وأذربيجان، وكولومبيا، وباكستان، وروسيا، وأوكرانيا على زيادة إنفاقها الدفاعي السنوي في فترة السنتين إلى الخمس سنوات المقبلة نفسها.
٭ ومن المرجح أن تتأتى أضخم الزيادات العالمية في الموازنة الدفاعية من مجموعة الدول الأربعة أي البرازيل، والصين، والهند، وروسيا.
٭ وتمثل كل من الصين، والهند، والبرازيل، وكوريا الجنوبية 70% من مجموع الإنفاق الدفاعي بين الاقتصادات الأقل دخلا في العالم.
