Site icon IMLebanon

فريد حمصي: خدمة ما بعد البيع ركيزتنا ورأس مالنا المصداقية

impex-logo-2014

رنا اسطيح

بدأت شركة «Impex» أولى عمليّاتها في السوق اللبنانية عام 1957. وبعد أكثر من نصف قرن من الخبرة والتميّز، استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً لا غبار عليه، ومصداقيةً قوامُها الوفاء لزبائنها وتوفير إحدى أهمّ خدمات ما بعد البيع في لبنان والمنطقة.

مدير عام الشركة التي تضمّ وكالات شيفروليه وكاديلاك وإيسوزو، السيّد فريد حمصي روى لـ”الجمهورية” قصّة النجاح الشخصية والمهنية، كاشفاً عن الهواية التي استحالت شغفاً فمهنةً واحترافاً…

أباً عن جِدّ

عندما اشترى الجد فريد حمصي الشركة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي لم تكن “Impex” محصورةً فقط في مجال بيع السيّارات، بل كانت تتعاطى الـImport and export أو الاستيراد والتصدير، ومن هنا كان الاسم الذي حافظ آل حمصي عليه بعدما بات له وزنه ومكانته في السوق المحلّية.

يتذكّر فريد حمصي (1973) الذي تسلّم الإدارة العامّة للشركة منذ حوالى 10 سنوات، أيّام العطل الصيفية التي كان يمضيها في الشركة، حيث كان يحرص وهو لا يزال على مقاعد الدراسة، على التعرّف إلى كافة أسرار ومفاتيح مهنة الوالد سمير الذي غالباً ما كان يعود إلى المنزل حاملاً الميداليّات والكؤوس، وهو بطل لبنان في الرالي عدّة مرّات.

السيارات هواية واحتراف

لم يسرِ فريد حمصي على درب الوالد في هواية السرعة، تردعه عنها ربّما تحذيرات من سبقه على طريق المجازفة والخطر، ولكنّه استعاض عنها بهواية أخرى متصلة، هي التباري بالسيّارات التي يمكن التحكّم بها عن بعد بواسطة جهاز خاص (Remote Control)، لكن سرعان ما تحوّلت هذه الهواية إلى احتراف في قيادة هذا النوع من السيارات والمشاركة في سباقات محلّية ودولية.

رويداً رويداً اكتشف فريد حمصي ولعه بعالم السيّارات الذي كان يشكّل له فضاءً مثيراً للدهشة والإعجاب، وتنقّل بين مختلف أقسام الشركة مثل مراكز البيع وخدمات قطع السيّارات والأقسام الإدارية وغيرها، لكنّه كان يفضّل قسم البيع على سواه.

كاريزما خاصة

ولا زال الإداري الشاب يحتفظ اليوم بقدرة لافتة على الإقناع، فلا يدخل مكتبَه مستفسرٌ إلّا ويخرج منه شارياً. فهل السرّ في الكاريزما الخاصّة التي يتمتّع بها خرّيج الجامعة الأميركية في مجال إدارة الأعمال، أم أنّ لسيّارت General motors مقوّماتها المغرية أيضاً؟

الجواب بالتأكيد هو المزيج بين الاثنين، فحمصي القادر على إبراز عناصر الجذب في منتوجاته يفتخر بالمجموعة الواسعة من سيّارات كاديلاك وشيفروليه وإيسوزو التي تحاكي مختلف الأذواق والتطلّعات، وتراعي أهمّ معايير الأمان وتوفير الوقود، إضافة إلى مواكبتها الحثيثة لآخر التطوّرات التكنولوجية.

البيع وما بعد البيع

في البدايات كانت “Impex” تتولّى وكالة سيّارات “بويك” الأميركية، وبعدما قامت الشركة الأم “General motors” بإعادة هيكيلية استراتيجيّاتها التسويقية في الشرق الأوسط في أوائل التسعينيات، بات آل حمصي الوكلاء الوحيدين في لبنان لسيّارات كاديلاك وشيفروليه، إضافة إلى شاحنات إيسوزو. يقول حمصي: “نحن كشركة متخصّصون في السيارات، ولا نخوض مجالات عمل أخرى.

هدفنا هو خدمة السوق المحلّية بطريقة محترفة لناحية البيع وتأمين خدمة ما بعد البيع، وهي بنظري العمود الفقري الأساسي في صلب مؤسّستنا، إذ تؤمّن الاستمرارية والنجاح”.

للشركة اليوم صالة عرض في بدارو ومركز خدمة في منطقة كورنيش النهر. وكما أيّة مؤسّسة في لبنان، يرتبط تاريخ الشركة بتاريخ البلد الذي شهد حقبات صعبة اتّسمت بالحروب والاهتزازت الأمنية والاغتيالات السياسية.

وفاء والتزام

يعود فريد حمصي بالذاكرة إلى عام 1991 ويتذكّر وقوفه أمام مقرّ الشركة في منطقة بدارو ويقول: “كنت أنظر إلى ما حولي ولا أرى الشركة. كانت الحرب قد سوّتها بالأرض ولم يبقَ فيها حجر على حجر”.

في زمن الحرب، أقفلت الشركة مقرّاتها في بيروت وانتقلت العائلة إلى مناطق أكثر أماناً نسبيّاً باتّجاه الجبل وفاريّا، وكان سمير حمصي يحرص عند كلّ فرصة على النزول إلى المدينة والاطمئنان إلى أوضاع الشركة، إضافةً إلى حرصه على تأمين رواتب الموظّفين.

هذا الوفاء بقي يسري في دم فريد حمصي الإبن، وفيما يحدّثنا هذا الأخير عن استراتيجيات الشركة التسويقية يتذكّر نصيحة أعطاه إيّاه جدّه: “طالما إنّ إطار السيّارة يدور تبقى أنت المسؤول عنه”، يتذكّرها وكأنّه يسمعها الآن بصوت جدّه القوي، مشيراً إلى التزام الشركة بكلّ سيّارة تبيعها حتى بعد سنوات طويلة على إتمام عملية البيع.

تنوّع في الخيارات

اليوم توسّع “Impex” إطار عملها من خلال “sub dealers” أو تجّار فرعيّين يلتزمون معايير الشركة العالمية ويقومون بعملية البيع وفقاً لقواعدها، وهم متوزّعون على مختلف الأراضي اللبنانية.

ويقرّ حمصي أنّ الوكالة التي تحقّق أعلى نسب بيع في الشركة هي شيفروليه. ولا عجب في الأمر، فالسيّارة التي تحتلّ المرتبة الخامسة في لبنان في فئتها تضمّ مجموعة كبيرة ومتعدّدة الخيارات من سيّارات الرفاهية والرباعية الدفع والسيّارات الصغيرة الحجم، وهذه الأخيرة تشكّل وحدها أكثر من 80 في المئة من إجمالي نسبة مبيعات الشركة نظراً للطلب الكبير عليها في لبنان.

ولا توفّر “Impex” فرصةً لتطوير رأس مالها البشري وتمكين موظّفيها من التقدّم واكتساب المهارات الجديدة من خلال دورات تدريبية متواصلة، بعضها يتمّ افتراضيّاً من خلال صفوف تدريب متقدّمة مع أختصاصيّين في دبي من مقرّ شركة “General Motors”، ويتابعها العشرات من وكلاء الشركة حول العالم من خلال ولوج شبكة الانترنت.

روح شبابيّة

مرّت السنوات، ستّ وخمسون بالتمام والكمال، واستطاعت “Impex” خلالها أن تصبح مركز استقطاب لمحبّي السيّارات واسماً قويّاً رأسُ ماله المصداقية، وركيزتُه خدمة ما بعد البيع التي تضمن الاستمرارية وتعبّر عن وفاء الشركة التي يديرها اليوم فريد حمصي بروح شبابية تقدّمية وبخطوات مدروسة تضمن التوسّع، إنّما بحذر، في بلد ينهض مواطنوه معه كلّ يوم من تحت رماد أحلامهم لتحويلها حقيقة.

مرّت السنوات، والسيّارات التي كانت لعبة في يده وحلماً في مخيّلته تحوّلت إلى سيّارات كبيرة وحقيقية تملأ صالة عرض شركته، وتأخذه على طريق النجاح والريادة كواحد من أبرز رجالات الأعمال الشباب وأصحاب الرؤيا والعزيمة.