شدد رئيس “كتلة المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة على أن المطلوب في هذه المرحلة من اللبنانيين اتخاذ الخطوة الدستورية الهامة الآلية إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مما يساعد على تجنيب لبنان نيران المنطقة الملتهبة والخروج من المأزق الخطير الذي يمكن أن يزلق اليه لبنان.
وقال: “إن 14 آذار تقدمت بمرشحها وعلى الشريك الآخر التقدم الى الأمام بخطة مقابلة بإعلان مرشحه او التوافق على مرشح بديل يتوفر فيه صفة رمز وحدة البلاد ويتمتع بقدرات القيادة الحكيمة والمتبصرة والواعدة وتكون لديه الرؤية الوطنية السليمة والامكانية على الحوار الداخلي والقدرة على احتضان كافة المجتمعات المدنية لفتح الطريق لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
السنيورة، الذي رعى ورشة عمل “تعزيز قدرات طرابلس”، قال: “إن مبادرة “تيار المستقبل” المشاركة في حكومة المصلحة الوطنية وحكومة ربط النزاع مع “حزب الله” كانت للعبور بالبلاد من حال إلى اخرى من دون ان يعني ذلك ان الخلافات قد انتهت، بل اعطينا للبلاد فرصة التقاط الأنفاس وايجاد مساحة مشتركة لخفض نسبة التوتر”.
وأضاف: “كنا نتمنى ان نتمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما يؤكد على مبدأ التداول السلمي وللسلطة، ويتم تسلم والتسليم بشكل طبيعي بين الرئيس ميشال سليمان وخلفه، لذا نرى ان المهام الأولى للحكومة العمل لانتخاب رئيس جديد اليوم قل الغد”.
واعتبر السنيورة أن شغور منصب رئيس الدولة امرجلل لا يمكن المرور عليه وكأنه أمر عادي، لذا يجب ان تتعزز الجهود للخروج من هذه الحالة الشاذة فورا، وفي الوقت عينه الحكومة مطالبة بأن تجهد لتسيير شؤون الدولة والمواطنين وليس صرف الجهد في نقاشات لا طائلة منها وبالتالي التزام العمل وفق مواد الدستور الواضحة في هذا الشأن.
وأعرب عن اعتقاده بأن مجلس النواب يجب ان يبقى عاملا ومنتجا وعلى الأخص في الأمور الأساسية والضرورية، و”تيار المستقبل” لا يهدف إلى المقاطعة او تعطيل مجلس النواب، لذلك فإن التشريع في الأمور الملحة يجب ان يتم في اجواء هادئة ورصينة ومسؤولة وغير مستفزة.
واضاف: “لمسنا في المدة الأخيرة منحى يهدف إلى الخلط بين حاجات الناس وضغوط تسعى إلى تحقيق اهداف شعبوية على حساب المواطن، من هنا فإن “تيار المستقبل” على استعداد تام لاستكمال النقاش الجدي في مسألة سلسلة الرتي والرواتب بهدف التوصل إلى إقرارها بطريقة تؤمّن التوازن بين النفقات والواردات، بشكل لا يربك المالية العامة ويتعزز معها الوضع المعيشي للبنانيين، ووبالتالي لسنا على استعداد لتعريض الاستقرار والمالية العامة لمخاطر ليس بمقدور البلاد على تحملها”. وقال: “لقد سبق للبنان ان وقع في تجربة أليمة في مطلع التسعينات من القرن الماضي ولم نتمكن من العودجة إلى الاستقرار إلا بعد معاناة، لذلك لا يحق لأحد الدفع إلى التصرف باستخفاف وتسرّع بهذا الشأن”.
في الوضع العربي والاقليمي، قال السنيورة: “مما لا شك فيه ان القلق والخوف يسيطر على المنطقة جراء النيران المشتعلة نتيجة سياسات هوجاء ومنفعلة مدفوعة بممارسات الاستبداد والتعصب الأعمى، لذا يجب ان يتجنب لبنان التحرش بهذه الشرور والفتن او فتح أبوابه عليها، لذا نجدد التأكيد على ضرورة مبادرة “حزب الله” إلى الانسحاب الفوري من سوريا والعودة إلى لبنان وعدم الاستمرار في الانزلاق والانغماس والغرق في تعقيدات المنطقة ومحاورها وتعقيداتها، لأن ما هو ممكن اليوم قد يصبح متعذرا وصعبا في الغد.
وأضاف السنيورة: “ان الشعب اللبناني بامكانه حماية لبنان مما يحصل من حوله والمسألة ممكنة وغير مستحيلة ولكن لن تكون الا بتكاتف جهود اللبنانيين والاطراف السياسية وتوحدهم حول مصلحتهم والابتعاد عما يحصل خارج الحدود”.