تقرير خالد مجاعص:
ينطلق الليلة مشوار المنتخب الفرنسي “السهل” ضمن المجوعة الخامسة امام الهندوراس المغمورة في مجموعة تضّم اليهما كل من سويسرا رئيسة المجموعة والاكوادور.
فرنسا في طريق معبّدة مستقيمة انما تحت ضغط الصحافة الفرنسية التي لا ترحم و تحت ضغط جماهير سحبت ثقتها من لاعبيها منذ سنوات اربعة. فالفرنسيون لم ينسوا فضيحة مونديال جنوب افريقيا عندما اضرب لاعبوها وانقسموا وفاحت منهم روائح المؤمرات الداخلية، لذلك ستفتتح فرنسا مشوارها بطموحات حذرة لكن مع نية استعادة ثقة جمهورها وبناء تشكيلة تمهد الطريق قبل كأس اوروبا 2016 التي تستضيفها على ارضها.
وقد فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدربا في 2012 خلفا للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات واخمد نيران فترة امضاها ريمون دومينيك مدربا بين 2004 و2010، خلقت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والاعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الاخيرة لدرجة انها لم تفز اي مرة في الدور الاول من كأس العالم 2010.
لم تكن فرنسا كما كانت في مونديال 98 وبداية الالفين ذاك المنتخب المرعب الذي ضم زين الدين زيدان، تييري هنري، وديشان، ودافيد تريزيغيه، ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي احرزت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثم توجت بلقب اوروبا 2000، قبل ان يصبح تصنيفها الدولي حاضرا في المركز 16.
لكن ديشان الذي استطاع استدعاء تشكيلة متوازنة من النجوم بقيادة مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة تلقى ضربة مؤلمة بإصابة نجمه الاول فرانك ريبيري قائد فريق بايرن ميونيخ الالماني فشكل غيابه على ابواب انطلاق كأس العالم صدمة للفرنسيين قد تلقي بظلالها في مرحلة لاحقة من مونديال البرازيل.
وقد شاء الحظ ان يضع منتخب الديوك في مجموعة هي الاسهل في البرازيل. و يبقى السؤال على من سيعتمد ديشان لاعادة صورة منتخب الـtricolore المنتخب المنافس على كأس البطولة. النقطة الايجابية هي ان للمدرب ديشان خزان من الوجوه الناشئة والواعدة على الساحة الاوروبية.
استفاد “دي دي” من جيل مواليد 1993 بطل العالم تحت 20 سنة والفريق الاولمبي، فظهرت اسماء جديدة على الساحة على غرار لاعب الوسط بول بوغبا نجم يوفنتوس الايطالي الصاعد بسرعة الصاروخ، لوكاس ديني (باريس سان جرمان)، انطوان غريزمان (ريال سوسييداد الاسباني)، كليمان غرونييه (ليون) والياكيم مانغالا (بورتو البرتغالي) وقلب الدفاع مامادو ساخو (ليفربول الانكليزي) الذي منحه ديشان دورا اضافيا وعينه قائدا في المباريات التجريبية الاخيرة لادائه داخل وخارج الملعب، في ظل غياب الحارس هوغو لوريس.
لكن اجواء ديشان تعكرت فقط عند استبعاده لاعب الوسط سمير نصري بطل انكلترا مع مانشستر سيتي الانكليزي لعدم تقبله لعب دور البديل.
في المقابل، ستبحث الهوندوراس في مونديال البرازيل لتحقيق اول انتصار لها في مسيرتها المتواضعة في كأس العالم. فقد انتظرت هذه الدولة الفريقة القادمة من وسط القارتين الاميركيتين حتى العام 1982 لتبلغ كأس العالم لاول مرة في تاريخها، فتعادلت مع المضيفة اسبانيا وايرلندا الشمالية 1-1.
لم تكن نتائجها افضل في النسخة الماضية، فخسرت امام البطلة اسبانيا 2-صفر وتشيلي 1 – صفر وتعادلت من دون اهداف مع سويسرا.
منتخبات كثيرة تفضل الهرب من الحرارة العالية والظروف المناخية القاسية في البرازيل، خلافا لهندورس المتألقة في حر ملعبها “سان بيدرو سولا”.
وعلى عكس ما يعتقده متتبعي المونديال في لبنان، ان الهوندوراس ستكون هدفا سهل المنال بالنسبة لفرنسا، الا ان الهندوراس ستعتمد على ابنائها الاوروبيين وفي مقدمتهم قائد فريق السلتيك الاسكتلندي ايمليو ايزاغويري لاعب العام 2011 في اسكتلندا والحارس نويل فاياداريس الذي سيبلغ السابعة والثلاثين.
كذلك سيخلق لاعبا الوسط ويلسون بالاسيوس المحترف مع ستوك سيتي الانكليزي وروجر اسبينوسا الذي احرز لقب كأس انكلترا مع ويغان في 2013، الابداع في الفريق.
ويعتبر بالاسيوس من ركائز هندوراس بعدما دافع عن الوان ويغان وتوتنهام وستوك الانكليزية.
فالمنطق يقول أن تجتاز فرنسا الهندوراس الليلة، لكن ما حدث الامس عندما فاز جيران الهوندوراس كوستاريكا على الاوروغواي قد يخبئ بعض المفاجأة من العيار الثقيل والتي ستضعها الهوندراس نصب عينيها امام فرنسا، هذه الدولة التي تخشى دائما من مواجهة منتخبات مغمورة قد تعّكر انطلاقها القوي في رحلة إن كانت قصيرة فلن يرحمها الفرنسيين أبدا.