Site icon IMLebanon

اسرائيل تهدي الجنوبيين متابعة المونديال… يا للعار!

 

كتب رضوان عقيل في “النهار”: لا شيء يشغل اللبناني في هذه الايام اكثر من متابعة مونديال البرازيل ونتائج مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي غطت على اخبار سلسلة الرتب والرواتب فضلاً عن استحقاق الانتخابات الرئاسية المجمد.

وفي ظل هذا التخبط الذي يعيشه المسؤولون عندنا وعدم تمكنهم من تأمين نقل المباريات الى المشاهدين اللبنانيين حتى الان، ولا سيما الذين يقطنون في الارياف ولا قدرة لهم في الاصل على التوجه الى المقاهي والفنادق التي تؤمن لهم هذه الخدمة. ضاع الجميع بين “سما” هؤلاء النجوم وتجار يعرفون استغلال مثل هذه الفرص على الارض. يحصل كل هذا في وقت تتمتع فيه بلدان العالم في متابعة هذا العرس العالمي من ارقى المدن في اربع رياح الارض الى اخر من يسكن في اكواخ افريقيا والامازون، ولبنان محروم بفعل عبقرية الجهات المسؤولة عندنا، على أمل ان يعلن الوزراء المعنيون اليوم بشرى نقل هذه المباريات مجاناً والتخلص من “سما” هؤلاء.

ولمن لا يعرف من المسؤولين، هل وصلتهم كيف يتابع جمهور كبير من الجنوبيين هذه المباريات وهل وصلت اصداء هذه المشاهدة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله؟

اليكم يا سادة هذا الخبر- الصدمة؟ يتابع جنوبيون كثر وخصوصا في قضاء صور وبلدات بنت جبيل ومرجعيون الحدودية المونديال على شاشة التلفزيون الاسرائيلي. وتلعلع اصوات المعلقين بالعبرية في بيوتاتهم وشرفاتهم وساحاتهم لان دولتهم لم تحسن تدبير مبلغ مادي للحصول على هذه المشاهدة بدل حفلة التسول التي شاهدناها! والتي لم تثمر في النهاية.

في احدى بلدات صور، كان صوت “الزميل” الاسرائيلي يخرق الاذان وهو يعلق ليل امس على مبارة فرنسا وهندوراس ومن بعدها على مباراة الارجنتين والبوسنة – الهرسك وغمز على طريقته من مسلمي الاخيرة وابدى تعاطفاً لافتا مع ابناء بيونس أيرس، هذا ما نقله معتقل سابق في السجون الاسرائيلية في هذه الامسية وهو يتقن العبرية.

وننتظر من الان كيف سيتعاطى التلفزيون الاسرائيلي مع مباريات ايران وكيف سيتلقى جمهورها هذا الامر؟ وكيف ستكون ردات الفعل مع مباريات الجزائر الشقيقة على ألسنة العاملين في هذه المحطة التي تحظى بكل هذه المتابعة في الجنوب،لاسيما ان اعدادا كبيرة من العاملين في “الدش” والساتلايت يثبتون في المنازل هذه المحطة وهم يتلقونها صافية بنسبة 99 في المئة.

ولمن لا يعلم، فان شاشات نصبت في الصالونات وعدد من الساحات على وقع انغام “شالوم” في الجنوب والى جانبها رايات حزبية وصور لشهداء قضوا على ايدي الاسرائيليين، ولم يكن امام المشاهدين من مختلف الاعمار الا التجمع في هذه الاماكن التي “تطبع” على طريقتها وان كانت مكرهة امام سحر الكرة بعد حصولها على هذه “المكرمة” من تل ابيب.

اذا لم يستدرك المسؤولون هذه الفضيحة، لا بل الجريمة الحاصلة في الجنوب منذ بدء المونديال، فان “التطبيع” مع اسرائيل بدأ ومن بوابة الرياضة هذه المرة! يا للعار!.