Site icon IMLebanon

لجنة المغاور العالمية: مغـارة جعيتـا تسـتوفـي المعاييـر البيئيـة ومهددة بالاسمنت

دعا وزير السياحة ميشال فرعون لجنة من أهم خبراء المغاور العالميين للإتحاد العالمي للمغاور برئاسة الدكتور جوزيه ارتيون لابغاليني (برازيلي)، إلى الإطلاع على واقع المغاور في لبنان وأوضاعها البيئية، وخصوصا مغارة جعيتا. وتضم اللجنة في عضويتها مستشار الإتحاد الدكتور أريغو سينيا (ايطالي) وسكرتير الإتحاد لحماية المغاور جان بيار برتولينس (بلجيكي).

وبدأ الوفد الزائر جولته العلمية التقنية من مغارة جعيتا، وشملت مغارة الريحان في الجنوب، مغارتي أفقا ومبعاج في جرود جبيل، ومغارة قاديشا في بشري، رافقه رئيس دائرة مغارة جعيتا في وزارة السياحة المهندس جيلبيرت زيو.

وجرت اللجنة اختباراتها الميدانية الأولى في مغارة جعيتا حيث تأكدت من التقيّد التام بالمقاييس العالمية الإلزامية لناحية السلامة العامة والإعتناء المميّز بالبيئة الداخلية للمغارة.

ولعرض النتائج العلمية التي توصّلت إليها اللجنة بعد زيارتها للمغاور الأخرى، عُقد مؤتمر صحافي برعاية فرعون وحضوره في صالة مسرح مغارة جعيتا وبمشاركة مديرها العام نبيل حداد.

وأكد فرعون في كلمته، أن مغارة جعيتا هي “معلم سياحي ووطني وبيئي وجزء من التراث العالمي، وكادت أن تكون من أفضل وأكبر سبعة معالم سياحية في العالم، ومن مصلحة الجميع اعتماد مقياس واحد”، مبدياً خشيته من “تراخيص البناء من دون مراعاة الإجراءات الضرورية لحماية المغارة والإنشاءات القائمة فوقها والمحاذير الناتجة عن ذلك”.

وشدد على “ضرورة الإهتمام بمغارة جعيتا والمحافظة عليها وعلى جمال الطبيعة المحيطة بها، وذلك يتطلب وضع أسس علمية بالتعاون بين وزارة السياحة وشركة “ماباس” المستثمرة للمغارة، آخذين في الإعتبار رأي الخبراء العالميين بهذا الخصوص وبمحافظتنا على المغارة التي يرقى عمرها الى ستة ملايين سنة وعلى الطبيعة الرائعة المحيطة بها، فنكون بذلك أمّنا مدخولاً ثابتاً للبلدية”.

وختم فرعون مشدداً على “ضرورة المعالجة الجذرية لكل الأمور ووضع خطة تفصيلية للسنوات العشرين المقبلة، تشارك فيها وزارتا الطاقة والمياه والبيئة، ومديرية التنظيم المدني وبلدية جعيتا ووزارة السياحة المختصة التي ستستمر في متابعة هذا الملف البيئي”.

الخبراء: وحذر الخبير البلجيكي برتولينس من أن “المساحات الإسمنتية القائمة والتي ستنشأ فوق سطح مغارة جعيتا، ستؤدي الى منع تجمّع مياه الأمطار وانسيابها الى جوف المغارة ما سيتسبّب بالجفاف لسقف المغارة الداخلي وارتفاع الحرارة”، متطرقاً الى “التلوّث المستشري فوق سطحها وعدم احترام عناصر البيئة الطبيعية”.

اما المستشار الإيطالي سينيا، فأبدى اعجابه بجماليات المغارة الطبيعية وحسن الإدارة والتنظيم، مطالباً اللبنانيين بـ”حماية البيئة التي تشكل ثروة لبنان الوطنية”، ومعلناً “استعداد الإتحاد بالتعاون مع وزارة السياحة، لتقديم الإستشارات والمساعدات العلمية والتقنية في مجال المحافظة على المغاور في كل لبنان”.

من جهته شكر الخبير البرازيلي لابغاليني وزير السياحة على دعوته لهم إلى زيارة المغاور في لبنان بغية تنظيم تقرير جامع عن أوضاعها البيئية، ونوّه بـ”مزايا الدكتور حداد لحسن إدارته لمغارة جعيتا التي تعتبر معلماً سياحياً عالمياً”.

تقرير مفصّل: وبعد المؤتمر الصحافي أعلن فرعون أن تقريراً مفصلاً سيصدر عن لجنة خبراء المغاور العالميين، كما هناك تقارير أخرى نتيجة دراسات سابقة أعدّها خبراء عالميون، وذلك لوضع الأسس العلمية لصيانة المغاور والمحافظة عليها من التعديات لأهميتها في السياحة البيئية”.

وفي الختام قدّم حداد دروعاً تكريمية لفرعون وأعضاء لجنة الخبراء.