طوني رزق
يعاني الزبائن في دول كثيرة افراداً ومؤسسات من فقدان إمكانية تحويل الاموال أو القيام بالاعمال التجارية الدولية، مع تخلّي المصارف العالمية الكبرى عن عدد كبير من الاسواق والمصارف الصغيرة هرباً من العقوبات الاميركية التي تجاوزت مليارات الدولارات ومن الكلفة المتزايدة لمراقبة المصارف الصغرى.
إنّ التواصل مع الاسواق المالية العالمية اصبح حاجة كبيرة وحياتية لمختلف الدول خصوصاً الصغيرة منها، وتحتاج المصارف الصغيرة المنتشرة في مختلف أنحاء العالم لمصارف مراسلة كبيرة في كل من سوقَي الدولار واليورو لتوفير العملات العالمية الصعبة الضرورية لتسيير أسواقها المالية وتلبية حاجات الزبائن من أفراد وشركات. لكنّ الوضع بات صعباً ويزداد صعوبة مع تقدم الوقت.
وأصبح هاجس المصارف العالمية الكبرى هو النجاة من سيف القانون القاطع والموجع الذي طال اكثر من مصرف كبير وكبدها خسائر وغرامات تقدّر بمليارات الدولارات الاميركية. ودفع ذلك هذه المصارف الكبرى التي توفر التواصل بين المصارف الصغيرة المنتشرة في مختلف أنحاء العالم مع الاسواق المالية العالمية الرئيسة، وتوفّر لها بالتالي الافادة من الخدمات المالية على مختلف انواعها.
لكنّ هذه المصارف الكبرى قد خفّضت نشاطها المذكور بنحو الثلث تقريباً وأصبحت مخاطر لعب دور المراسل المصرفي أكثر كلفة ومرتفعة جداً خصوصاً مع الدول التي تخضع للعقوبات الدولية مثل السودان وسوريا وإيران يُضاف اليها باكستان وأثيوبيا وأندونيسيا وماينمار.
وكان مصرف جي بي مورغان الاميركي أنهى تعامله في العام الماضي مع أكبر مصرف تجاري في المملكة العربية السعودية وهو مصرف الراجحي. أمّا بالنسبة لباكستان فلم يتبقَ منها سوى مصرف غربي كبير واحد.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تكبّد بنك hsbc البريطاني الدولي غراماتٍ بلغت نحو 1,9 مليار دولار وكذلك غُرِّم كلٌّ من مصرف ستاندرد تشارترد وING وباركليز. أمّا مصرف BNP وهو أكبر مصرف فرنسي فيواجه حالياً غرامات مالية قد تصل الى 10 مليارات دولار تتعلق باختراقات وتجاوزات للعقوبات الأميركية إزاء كل من كوبا وإيران والسودان.
وفي حين كانت منظمة FATF العالمية تتطلب من المصارف أن تعرف جيداً مَن هم زبائنها وكيف يريد هؤلاء الزبائن التصرّف بالاموال، فمنذ العام 2001 يطالب المشرّعون الاميركيون المصارف العالمية ضرورةَ معرفة زبائنهم وزبائن زبائنهم أيضاً.
وفي معظم الحالات تتخلّى البنوك العالمية الكبيرة عن مراسلة المصارف الصغيرة ليس على خلفية الشكوك بوجود عمليات تخترق العقوبات على تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، بل لأنّ كلفة مراقبة المصارف الصغيرة وعملياتها خصوصاً في دول تُعتبر غامضة على هذا المستوى بات مرتفعَ الكلفة ويبدو الجزء الاكبر من المداخيل.
ولمواجهة هذا تعمد المصارف الصغيرة في دول كثيرة الى اعتماد المعايير العالمية والمتطوّرة لمحاربة تبييض الاموال والفساد المالي. لكنّ ذلك اصبح مرتفع الكلفة عليها. وعلى سبيل المثال باتت التجارة الخارجية مكلفة جداً للمصدّرين من تجار أندونيسيا ولمزارعي القطن في مالي، فبعد تراجع كلفة تحويل الاموال في الدول الافريقية منذ سنوات من 8 يورو الى يورو واحد، عادت هذه الكلفة اليوم الى الارتفاع الى مستوياتها القديمة مع فقدان المصارف المحلية لمراسليها في العالم الغني.
ومن الصعوبات الظاهرة أيضاً فإنّ الطلاب في الجامعات البريطانية في كل من إيران والسودان وسوريا لا يستطيعون فتحَ حسابات مصرفية وكذلك يشكو السفراء والدبلوماسيون الاجانب في الولايات المتحدة الاميركية من منعهم من الحصول على ايّ خدمات مصرفية.
ومن التداعيات الدولية أيضاً إمتناع منظمات دولية خيرية من تحويل الاموال الى دول مثل سوريا بسبب الحظر الدولي ومنها منظمة Save the children والصليب الاحمر وchristien Aid، وعلى رغم حصول هذه المنظمات على الموافقة من السلطات الاميركية إلّا انها تجد صعوبات في إقناع المصارف لارسال الاموال.
السوق اللبنانية
إستعادت بورصة بيروت الرسمية للاسهم نشاطها أمس ليرتفع حجم التداولات فيها الى 262040 سهماً وقيمتها 1,136,792 دولار اميركي وسجل تبادل 53 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت ثمانية اسهم ارتفع منها خمسة اسهم وتراجع سهم واستقر سهمان. وارتفعت اسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) بنسبة 0,51 في المئة الى 13,60 دولاراً وبنسبة 0,44 في المئة الى 13,59 دولاراً على التوالي.
وسجل سهم بنك عودة فئة GDR ارتفاعاً ونسبته 5,5 في المئة الى 7,28 دولارات كما زادت اسهم عودة العادية 0,62 في المئة الى 6,39 دولارات واستقرت الفئة (G) على 100 دولار وارتفعت اسهم بيبلوس (2008) 0,20 في المئة الى 100,20 دولار في حين استقرت الأسهم العادية على 1,58 دولار.
وأخيراً تراجعت أسهم بنك بلوم العادية 0,11 في المئة الى 8,79 دولارات لترتفع قيمة البورصة السوقية أمس 0,55 في المئة الى 11,283 مليار دولار. أمّا في سوق القطع فأبقى مصرف لبنان الاسعار الرسمية للدولار مستقرة على مستوياتها السابقة.