فيروس كورونا ببساطة هو عبارة عن نوع من فيروسات البرد المعروفة الذي يتسبب بالتهابات الحلق والجيوب الأنفية.وقد تم التعرف على الفيروس في فترة الستينات من القرن الماضي، ولكن مازال مصدره مجهولا حتى الآن.
ويأتي اسم كورونا من شكله الذي يشبه تحت المجهر شكل التاج، ويمكن للفيروس أن يصيب الإنسان والحيوان معا، وينتشر بنفس طريقة انتشار فيروسات البرد العادية، حيث ينتقل من مريض لآخر عن طريق العطس أو السعال، وعن ملامسة شخص مصاب.
أيضا تنتقل العدوى مع ملامسة الأشياء التي مسّها أشخاص مصابون، مثل مقابض الأبواب على سبيل المثال.وأغلب أنواع “كورونا” ليست خطيرة، إلا أن بعض الأنواع منها شديدة الخطورة، وقد تؤدي إلى الوفاة.
النوع الأول “ميرس”، أو بالإنجليزية MERS، وتعني بالعربية متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية.
وقد تسبب ميرس في وفاة أكثر من 100 شخص حتى الآن، وظهر للمرة الأولى في عام 2012 في المملكة العربية السعودية، وكانت الحالة الأولى للإصابة رجل يبلغ من العمر 60 عاما، وبعدها ظهرت حالات أخرى في الأردن وقطر و دولة الإمارات واليمن وتونس وبريطانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وألمانيا وهولندا.
وكما نشرت مجلة Nature العلمية فإن خطورة هذا النوع من الفيروسات ترجع إلى قدرته الكبيرة على اختراق بروتين يسمي Dpp4 موجود على سطح الخلية البشرية.
النوع الثاني، يطلق عليه اسم “سارس”، أو بالإنجليزية SARS، وتعني بالعربية متلازمة الجهاز التنفسي الخطيرة الحادة.وانتشر هذا النوع من بشدة عام 2003، وحصد أرواح العديد من المصابين.
وعادة ما تصاحب الإصابة بفيروس كورونا أعراض الإصابة بأمراض البرد العادية، والتي يمكن علاجها بسهولة، وبأكثر من وصفة دوائية.
ويمكن القول بأن كل شخص على ظهر كوكب الأرض قد أصيب مرة واحدة على الاقل بفيروس كورونا، وأغلب الظن في مرحلة الطفولة على وجه الخصوص.
وأعراض الفيروس تشبه أعراض معظم أمراض عدوى الجهاز التنفسي المعتادة، حيث يظهر على المريض نزول المخاط من الأنف باستمرار والكحّة والحلق الملتهب وفي بعض الأحيان حُمّى وارتفاع في درجات الحرارة.
ولا يمكن التفريق بينهم إلا عن طريق إجراء تحليل للدم، وعينات من لعاب الحلق ومخاط الأنف.
ولكن لا يوجد داعي لذلك، لأن نتائج المعمل لن تؤدي لاختلاف العلاج، فما يمكن أن يستخدم لعلاج نزلات البرد العادية، يمكن أن يستعمل لعلاج كورونا، وغالبا سيقضي العلاج على الفيروس في خلال أيام قليلة.
ولكن في حالة التأخر عن العلاج، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي، أي القصبة الهوائية والرئتين، ومن ثم يتحول إلى مرحلة الخطورة.
في هذه الحالة يمكن أن يتسبب الفيروس في الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي، وخصوصا مع كبار السن والمصابين بأمراض القلب والذين يعانون من نقص المناعة.
لا يوجد تطعيم لفيروس كورونا، ولتجنب الإصابة بالمرض علينا اتباع نفس الخطوات التي نتبعها لتجنب فيروسات البرد العادية الأخرى، ومنها:
– غسل الايدي والأصابع جيدا مرات عديدة بعد مصافحة الأشخاص وملامسة الأشياء طوال اليوم بالماء الدافئ والصابون او باستخدام مطهرات اليد التي تحتوي على كحول.
– ابعاد الأيدي قدر المستطاع عن العين والفم والأنف.
– تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بأمراض البرد.
– في حالة الاصابة التزام الراحة في السرير أوقات طويلة.
– شرب كميات كبيرة من السوائل لكي لا يتعرض الجسم للجفاف.
– حمام البخار يمكنه أن يساعد في تخفيف التهابات الحنجرة.
الإصابة بنوعي الفيروس الأشد خطورة ميرس وسارس لا تشكل خطورة بالغة على الأشخاص الأصحاء البالغين.
