Site icon IMLebanon

هل يستقيل رئيس مجلس الإدارة الجديد لـ”مستشفى رفيق الحريري”؟ مساهمة الـ 20 مليار ليرة حبر على ورق وأزمة الموظفين تتجدّد

Nahar
سلوى بعلبكي

يبدو أن الوعود التي أغدقها المسؤولون على “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” الحكومي بأن الامور المالية ستنتظم مع تعيين مجلس ادارة جديد للمستشفى، لم تجد طريقها بعد الى التنفيذ. وهذه الوعود لم تسهم حتى الآن في تغيير نوعي في أوضاع المستشفى التي لا يزال موظفون ينتظرون السلف والمساهمات من هنا وهناك لكي يحصلوا على رواتبهم في كل آخر شهر… ولكن النتيجة هي عينها: اعلان الاعتصام احتجاجاً.
فبعد أن توسّم موظفو المستشفى خيراً بإعلان وزير الصحة وائل أبو فاعور في الزيارة الأخيرة التي قام بها الى المستشفى قبل 10 أيام تقريباً عن إمكان إنقاذه عبر القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بمنحه مساهمة بقيمة 20 مليار ليرة وتعيين مجلس ادارة جديد، وبعدما عاد العمل فيه إلى الانتظام تدريجاً، رغم النقص في المواد والمستلزمات الطبية، عادت الأمور إلى نقطة البداية مع اعلان رئيس مجلس الادارة الجديد للمستشفى فيصل شاتيلا أمس أمام بعض الموظفين، أن المساهمة المعوّل عليها تعثرت ويمكن أن تكون قد ذهبت أدراج الرياح، وفق ما نقل موظفون. أما عن أسباب تعثّر دفع المساهمة الممنوحة للمستشفى، فيتم التداول بأن وزارة المال لم تبادر حتى الآن الى اجراء معاملات صرفها لعدم توافر الاعتماد اللازم، فيما تؤكد مصادر أخرى أن وزارة الصحة أرسلت المعاملة الى وزارة المال التي بدورها ارسلتها الى ديوان المحاسبة للتدقيق المسبق، ولكن الديوان أعادها الى وزارة المال لعدم وجود اعتمادات لهذه السلفة.
وفي حين يقدر العجز المتراكم بنحو 130 مليار ليرة، يعوّل المعنيون في المستشفى على مساهمة الـ 20 مليار ليرة، إذ ستخصّص منها رواتب للموظفين للأشهر الثلاثة المقبلة، وجزء آخر لشراء الادوية والمستلزمات الطبية الضرورية وكذلك دفع جزء من المستحقات للأطباء.
وفي حين أكدت مصادر الموظفين أن شاتيلا جاهر أمامهم وفي مجالسه الخاصة بأن استمراره في موقعه أو استقالته يتوقف على اجتماعه مع وزير الصحة غداً الجمعة.
ونفى شاتيلا في اتصال مع “النهار” نيته الاستقالة مؤكداً أنه سيجري اتصالات في اليومين المقبلين لتأمين أموال للمستشفى. وإذ لم يشأ الدخول في تفاصيل أخرى حتى تكون الامور قد نضجت، ألمح الى انه أجرى بعض التحسينات في المستشفى.
ورغم نفيه وجود اي معوقات، يدور همس في كواليس المستشفى عن أن المدير الجديد يشعر بأنه مكبل حيال إحداث التغييرات اللازمة في كوادر المستشفى والمستشارين المحيطين به الذين يعتبرون من تركة العهد السابق، وكذلك فهو محرج بفتح بعض الملفات التي يمكن أن يترتب على فتحها تحديد مسؤوليات في ما آل إليه المستشفى من ترهل مالي وإداري.
الأيام القليلة المقبلة ستثبت مدى صحة ما يدور في كواليس المستشفى، وفي الانتظار يبدو أن الموظفين سيعودون الى تحركاتهم ويتجه البعض منهم الى الاعتصام اليوم وذلك في ظل وضع سيئ يعاني خلاله المستشفى من نقص في المستلزمات الطبية والادوية والتي يقال أنها تكفي ليومين فقط.
مستشفى الحريري يحتضر، والحلول المؤجلة لإنقاذه تنتظر الضوء الاخضر من المعنيين، فمتى تطلق صفارة الانطلاق؟