مع بدء فصل الصيف وزيادة استهلاك المياه في ظلّ ندرة المتساقطات وقلة مصادر المياه هذا العام ارتفعت شكاوى المواطنين في مناطق جنوبية عدّة من انقطاع مياه الشفة ما اضطرهم لتأمين مياه الاستهلاك والشرب بواسطة الصهاريج ما يرفع الاعباء الاقتصادية عن كاهل المواطن. الشكوى من انقطاع المياه تبدأ من عاصمة الجنوب صيدا لتصل الى النبطية وبنت جبيل، المعاناة واحدة والمواطن وحده يدفع الثمن في ظلّ تبريرات من المعنيين بأن التقنين الكهربائي هو السبب الرئيسي وراء انقطاع المياه.
صيدا: وأفادت مصادر مواكبة لهذه القضية الحيوية “المركزية” “ان سكان مدينة صيدا يعانون من انقطاع المياه منذ اكثر من أسبوعين عن منازلهم ومحلاتهم ومؤسساتهم التجارية ما أثار استياء المواطنين سيما وانه تزامن مع تقنين قاسٍ في التيار الكهربائي وارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة، خصوصا ان المواطنين قادمون على شهر رمضان المبارك ورفعوا الصوت ولم تلبَ نداءاتهم كما لم تجد آذانا صاغية”، وتابعت “المواطنون طالبوا مصلحة مياه لبنان الجنوبي بالعمل على إعادة المياه متسائلين: لماذا هذا الانقطاع المتعمد من قبل المصلحة؟” ودعت الاهالي وفاعاليات المدينة والمسؤولين الى “التحرك ومعالجة هذه المشكلة التي أضحت مشكلة مزمنة حيث لا يجوز حرمان صيدا من المياه”، وحذرت من “ان التمادي في قطع المياه عن المدينة ستكون له عواقب وخيمة”.
الى ذلك، أكد مصدر في مصلحة مياه لبنان الجنوبي لـ”المركزية” “ان السبب الرئيسي لانقطاع المياه هو زيادة ساعات تقنين الكهرباء، علما ان إحدى مجموعات الإنتاج في معمل الجية الكهربائي توقفت عن العمل بسبب غياب الصيانة مع استمرار إضراب عدد من عمال المتعهد، ما سيؤدي الى زيادة ساعات التقنين”.
وتجدر الاشارة الى ان صيدا تعوم على عددٍ كبير من البحيرات والآبار وكمية ضخمة من المخزون المائي، لكن للأسف هي من اكثر المدن التي تُعاني من نقص المياه وخصوصا خلال فصل الصيف من كل عام.
النبطية: وفي النبطية، تزداد المعاناة وليس أمام المواطن سوى شراء المياه لحاجته اليومية، والسبب يعود الى التقنين الكهربائي الذي يزيد من انقطاع المياه لان محطات ضخ المياه في آبار فخر الدين غير قادرة على ضخ المياه من الآبار أمام التقنين الكهربائي لعدم قدرة المحطات على التقليع بسبب ضعف الكهرباء نتيجة وجود محوّل كهربائي في الزهراني وقوته 20 ميغاوات وهو يحتاج الى استبداله بمحول قوته 40 ميغاوات ليكون قادرا على تزويد محطات المياه بالكهرباء لضخها بشكل منتظم الى بلدات النبطية.
وردا على سؤال عن شكاوى المواطنين من انقطاع المياه عن مناطق جنوبية، اعتبر عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر في حديثٍ لـ”المركزية” “ان هذا الموضوع يعود الى أسباب عدة”، وقال “نحن نواجه في المنطقة أزمة مياه لان المطلوب في الواقع إيجاد مصادر اكبر للمياه من تلك الموجودة حاليا وهذا جزء من طموحنا من خلال مشروع الليطاني. وهذه السنة هناك سببان: الاول، الشح في الامطار ما أدى الى عدم وجود مصادر المياه بغزارة كما كانت سابقا، والسبب الآخر هو ضعف الكهرباء التي تصل الى المنطقة وهي لا تسمح بإقلاع مضخات المياه على الآبار، مثلا مشروع آبار فخر الدين محطات الضخ عليه لا تستطيع تقليع ضخ المياه الى القرى والبلدات بسبب انقطاع الكهرباء”.