جالت سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، في عدد من القرى والبلدات العكارية، ولا سيما في القبيات وأكروم ووادي خالد، متفقدة المشاريع الانمائية التي تم تنفيذها في هذه المناطق وتلك التي هي قيد التنفيذ والمتابعة، وجميعها ممولة من الاتحاد الاوروبي.
ورافقها في الجولة سفير سلوفاكيا ايفان سركوس وعدد من المسؤولين في سفارة الاتحاد في بيروت، ومديرة مكون التنمية المحلية في صندوق التنمية الاقتصادية ديما صادر، ومنسق المشاريع في الصندوق في منطقة عكار محمد عرابي، ومدير مشروع دعم التنمية المحلية في مجلس الانماء والاعمار سامي فغالي.
المحطة الأولى كانت في بلدة عندقت، حيث كان في استقبالها رئيس البلدية عمر مسعود وأعضاء المجلس البلدي الذين رافقوها في جولة على الآثار المكتشفة حديثا في دير مار الياس، والتي يعود تاريخها الى أكثر من 700 عام، واطلعت على بعض القطع الاثرية في هذا المعلم التاريخي القديم الذي تعنى به المديرية العامة للاثار وبلدية عندقت.
بعد ذلك دشنت ايخهورست بئرا ارتوازية في خراج بلدة عندقت لري الاراضي الزراعية، بتمويل من الاتحاد الاوروبي، لتشارك لاحقا في اللقاء الشعبي الذي أعدته البلدية في مطعم عين القبو، في حضور النائبين هادي حبيش ورياض رحال، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي المقدم ماجد الايوبي، ممثل المدير العام للامن العام المقدم عبدالرزاق مالطي، ممثل المدير العام لأمن الدولة المقدم خالد حسيني، رئيس بلدية القبيات عبده مخول عبده، المونسنيور الياس جرجس، الاشمندريت جان عبود، والاب الكرملي ميشال عبود رئيس اقليم كاريتاس عكار، وحشد من ابناء البلدة والجوار.
وألقى رئيس البلدية كلمة رحب فيها بإيخهورست مثنيا على دورها في دعم المشاريع التنموية في المنطقة، وقدم لها درعا تقديرية عربون شكر على جهودها في هذا الاطار، وقدم لها رئيس بلدية القبيات عبده عبده درعا مماثلة.
وألقت ايخهورست كلمة عبرت في مستهلها عن إعجابها بجمال طبيعة عندقت ووادي عودين بشكل خاص وجبال عكار، وقالت: “لقد أطلقنا خطة استراتيجية لتنمية عكار تهدف الى إشراك جميع السكان والاطراف الفاعلة، أي المجالس البلدية والمخاتير والمواطنين في رؤية مشتركة لأرضهم، وأدعوكم بإصرار الى الاطلاع على هذه الورقة ومناقشتها وإغنائها، وهي وثيقة عمل وتخطيط يجب أن تعني كل واحد منكم”.
وأضافت: “تمتلك عكاركم قدرة فريدة في لبنان، فهي منطقة محمية وتحافظ على أصالتها وتتيح على خلاف المناطق الأخرى الخيار لسكانها للتعامل معها باحترام. ونحن اليوم نطلق العديد من المشاريع في عكار، أولها توسيع نطاق برنامج الوصول الى المياه، ومعالجة الصرف الصحي الذي سيسمح لمئات العائلات بالاستفادة من مياه الشفة. إذ لا يمكن أن تكون تنمية مستدامة من دون تأمين هذه الحاجات الاولية والاساسية للمجتمعات المحلية، ويتضمن المشروع البالغة قيمته 80 ألف أورو، عنصرا بيئيا أساسيا يشرك المنظمات غير الحكومية، ولا سيما الكشافة وجمعية حماية الطبيعة في لبنان وجميع السكان”.
وكانت المحطة الثانية في مهنية الهيشة الرسمية، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء منطقة وادي خالد وأفراد الهيئتين التعليمية والادارية، حيث تم افتتاح قاعة لإدارة الحاسوب الالي الدولية “ICDL” لتعلم لغة التواصل الدولية الانكليزية.
وألقت ايخهورست كلمة قالت فيها إن “الاتحاد الاوروبي بدأ العمل في وادي خالد منذ عام 2009، وكانت المنطقة مهملة قليلا من أصحاب المبادرات والسلطات، وقد كان هذا السبب الرئيسي الذي دفعنا الى العمل في هذه المنطقة التي هي في صلب اهتمامات الاتحاد الاوروبي”.
وأضافت: “اليوم، وبسبب الأزمة الاقليمية، بات في إمكان الجميع تحديد موقع وادي خالد على خريطة لبنان، فهل يجب أن نفرح لأن الحرب على حدودكم سلطت الضوء فجاة عليكم؟ أترك لكم الإجابة عن هذا السؤال”.
وأشارت ايخهورست الى أن “مبادرة الاتحاد الاوربي في هذه المنطقة تحمل أوجها عدة، فهي أولا مبادرة إنسانية تستهدف بشكل أساسي اللاجئين لتوفير الحماية لهم وتأمين حاجاتهم. والى جانب هذه المساعدة الدقيقة والهادفة التي تمر عبر وكالات الأمم المتحدة، ولا سيما مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، يطال تعاوننا ايضا المجتمعات المحلية اللبنانية، وخصوصا قطاعات البنى التحتية الاساسية والوصول الى التعليم والصحة والحكم المحلي”.
وأضافت: “من خلال برنامج دعم التنمية المحلية في شمال لبنان، والذي ينفذه مجلس الانماء والاعمار، ساهم الاتحاد الاوروبي في بناء وتأهيل 9 كيلومترات من قنوات الري و21 كيلومترا من الطرق في سهل البقيعة الزراعي”.
وجرى خلال اللقاء توزيع شهادات للمتعلمين في اللغة الانكليزية.
المحطة الثالثة كانت في مركز الخدمات الانمائية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في بلدة العماير، في حضور ممثلة وزير الشؤون الاجتماعية هيام سحمراني ورئيس البلدية بسام خليفة الذي ألقى كلمة رحب فيها بالسفيرة والوفد المرافق وشكرها على “كل المنجزات التي تحققت في منطقة وادي خالد بدعم من الاتحاد الاوروبي، ومنها هذه العيادة النقالة التي ستطال خدماتها ابناء البلدة والجوار. وقدم هدية رمزية للسفير “مصب قهوة عربية”.
وبعدما سلمت ايخهورست مفاتيح العيادة النقالة المقدمة في إطار هبة من الاتحاد الاوروبي الى ممثلة وزير الشؤون الاجتماعية، في حضور فريق العمل التقني المسؤول عن ادارة هذه العيادة والمنتدب من وزارة الشؤون.
وألقت كلمة أكدت فيها أن “دعم الاتحاد الاوروبي يأتي دائما في إطار العمل مع السلطات المحلية والمجتمع المدني”. وقالت: “في وادي خالد سمح تمويل بقيمة 400 الف أورو من خلال صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بإنجاز هذه المشاريع، ومنها هذه العيادة الجوالة، ودعم وتجهيزات لغرفة طوارىء لمركز رعاية طبية عام تديره جمعية المقاصد، ودعم مدرسي لأكثر من 400 تلميذ وطالب، وتجهيزات معلوماتية لمركز تدريب واعداد سريع للاطفال الذين يتركون المدرسة، وكل هذه المشاريع اختارتها المجتمعات المحلية إثر عملية تشاركية”.
وكانت المحطة الرابعة في لقاء عام عقد في قاعة مسجد الرامة – جرمنايا في وادي خالد، في حضور رؤساء البلديات والمخاتير والوجهاء وممثلين للمجتمع الاهلي المحلي في وادي خالد وشدرة ومشتى حسن ومشتى حمود، وكان بحث وشرح لكل المشاكل والحاجات العامة في هذه المنطقة بشكل عام.
وألقى رئيس “جمعية التفوق والسعادة” فايق شحادة كلمة شكر فيها تقديمات الاتحاد الاوروبي لوادي خالد، متمنيا التركيز على المشاريع ذات الصفة المستدامة والمدرة للدخل، ودعم المنظمات وجمعيات المجتمع المدني. وقدم باسم الجمعية درعا تقديرية للسفيرة عربون شكر وامتنان.
ثم انتقلت ايخهورست الى منطقة جبل اكروم حيث عقد لقاء موسع مع فاعليات المنطقة في قاعة مسجد بلدة السهلة -اكروم، وألقى رئيس بلدية السهلة عدنان الخطيب كلمة ترحيبية، لافتا الى جملة من المشاريع التي دعمها الاتحاد الاوروبي ومنها مشاريع آبار ارتوازية لتحسين نوعية المياه في قرى جبل اكروم وكميتها. وقدم لايخهورست هدية هي عبارة عن علم الاتحاد الاوروبي مصنوع يدويا في محترف في بلدة الكواشرة، المنشأ بتمويل من الاتحاد.
وأشارت ايخهورست الى ان “الاتحاد الاوروبي يعرف بلدات هذه المنطقة منذ بضعة اعوام من خلال صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما عبر مركز الارشاد الزراعي ومعصرة لزيت الزيتون تعمل بنشاط خلال موسم الحصاد. لكن منطتكم تعاني إهمالا شديدا، ومع مجلس الانماء والاعمار وصندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية نضع اللمسات الاخيرة على مبادرة تستهدف عائلاتكم في مجال مياه الشفة، كما أطلقنا قبل أيام دراسة تصميم واشراف لبناء بئر ارتوازية في اكروم وكفرتون ونقل المياه الى محطة الضخ، على أن تبدأ الاعمال مطلع السنة المقبلة”.