طوني رزق
قلبت التطورات الدراماتيكية المفاجئة في العراق الاتجاهات في الاسواق المالية العالمية فتراجعت بورصات الأسهم، وارتفعت أسعار المعادن الثمينة، وزاد الإقبال على العملات الآمنة مثل الين، وزادت اسعار النفط لتتكثف التوقعات بارتفاعه بشكل خطير نهاية 2014.
توقع محللون كبار في الاسواق المالية ارتفاع اسعار النفط الاميركي الى حوالى 116 دولاراً للبرميل قبل نهاية العام الحالي. واذا ما ظهرت ايّ معوقات للامدادات النفطية فإنّ هذا السعر قد يبلغ 125 دولاراً للبرميل ايضاً.
ويأتي هذا التحوّل في التوقعات الى المستجدات العسكرية المفاجئة في العراق مع استمرار الزحف العسكري لمنظمة داعش والذي بات يهدد باشعال الحروب في المنطقة على اكثر من صعيد وفي اكثر من دولة، ولا سيما العراق وهي باتت أقرب الى الدخول في أتون من الحرب الاهلية.
وأعرب الكثيرون عن قلقهم للسرعة التي تطورت فيها الاوضاع التي لم تكن في الحسبان وتفاعلت اسواق النفط بحدة مع التطورات فسجلت تقلبات كبيرة في الاسعار بعدما كانت تحركاتها ضيقة في الاشهر الاخيرة.
ويعتقد الكثيرون انّ حصول اشتبكات مسلحة في الشوارع العراقية سوق يكون دافعاً كافياً لرفع الاسعار فوق مستوى 120 دولاراً في أقرب وقت. وسوف تبقى الامور تحت السيطرة إذا لم تمتد المعارك الى جنوب العراق الذي يختزن ثلاثة ارباع الموجودات النفطية في هذه الدولة في مناطق يسيطر عليها اهل الطائفة الشيعية تحديداً.
ولكن اذا ما بلغت المعارك هذه المناطق الجنوبية فإنّ المعروض النفطي لمنظمة اوبك سوف يشهد تطورات دراماتيكية؛ هذا، ولم يقتصر الامر على أسعار النفط بل تجاوزها الى بورصات الاسهم التي تحوّلت للانخفاض في كلّ من اوروبا وآسيا. كما تأثرت اسعار الذهب التي ارتفعت فوق مستوى 1281 دولاراً للاونصة.
السوق اللبنانية
تراجع حجم التداولات في بورصة بيروت الرسمية للاسهم امس الى 80042 سهماً وقيمتها 1,374,952 دولار وترافق ذلك مع انخفاض اسهم شركة سوليدير من الفئتين (أ) و(ب) بنسبة 0,07 في المئة الى 13,59 دولاراً للاولى وبنسبة 0,73 في المئة للثانية الى 13,49 دولاراً، وزادت أسهم بنك عودة العادية 1,72 في المئة الى 6,50 دولارات وفئة (E) تراجعت 0,99 في المئة الى 100 دولار، وزادت أسهم بيبلوس العادية 0,63 في المئة الى 1,59 دولار والفئة (2008) 0,39 في المئة الى 100,60 دولار والفئة (2009) 0,10 في المئة الى 100,10 دولار. وأخيراً استقرت أسهم بنك بلوم على 8,79 دولارات أما عدد عمليات البيع والشراء فبلغ امس داخل ردهة البورصة 51 عملية.
وفي ختام التداولات الرسمية ارتفعت القيمة السوقية 0,32 في المئة الى 11,319 مليار دولار. وفي سوق القطع وكعادته منذ آب 2008 اقفل مصرف لبنان الاسعار الرسمية للدولار مستقرة على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرات.
أسواق الصرف العالمية
بدا الدولار الاميركي متماسكاً أمس وسط ارتفاعات العائدات على السندات الاميركية الحكومية مع قراءة مفاجئة لمستوى نسبة التضخم في الولايات المتحدة الاميركية والتي ازكت التوقعات بأن يعمد الاحتياطي الفدرالي الأميركي الى إقرار رفع أسعار الفائدة في أقرب من المتوقع.
وكان يُتوقع ايضاً أن يجري الاحتياطي الفدرالي خامسَ تقليص لسياسات التحفيز الاقتصادي في ختام اجتماعاته يوم أمس، حيث زاد الدولار امس بنسبة 0,05 في المئة الى 102,20 ين ياباني وبنسبة 0,04 في المئة الى 1,0865 دولار كندي وبنسبة 0,17 في المئة الى 1,6937 دولار للجنيه الاسترليني. وتأثر الجنيه بتقارير أظهرت تراجع نسبة التضخم في الاقتصاد البريطاني.
أمّا مقابل الفرنك السويسري فتراجع الدولار بنسبة 0,13 في المئة الى 0,8982 فرنك وتقدّم الدولار الاوسترالي بنسبة 0,04 في المئة الى 0,9341 دولار اميركي.
الأسهم العالمية
كانت اسعار الأسهم الاميركية في بورصة وول ستريت متأرجحة امس قبيل ختام اجتماعات الاحتياطي الفدرالي الاميركي، فكان مؤشر داو جونز مرتفعاً 0,16 في المئة الى 16808 نقاط.
وكان مؤشر ستاندرد اند بورز مرتفعاً 0,22 في المئة الى 1942 نقطة كما ارتفع مؤشر ناسداك 0,37 في المئة الى 4337 نقطة. كذلك تكرر الوضع نفسه في البورصات الاوروبية فزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,18 في المئة الى 9938 نقطة وزاد مؤشر كاك الفرنسي 0,06 في المئة الى 4539 نقطة وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,42 في المئة الى 6795 نقطة.
وفي آسيا كان مؤشر نيكي الياباني الافضل أداءً في بورصة طوكيو اذ ارتفع بنسبة 0,93 في المئة الى 15115 نقطة وقد لقي دعماً من ضعف الين الياباني في اسواق الصرف. أمّا مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ فتراجع امس 0,09 في المئة الى 23182 نقطة.
الذهب
تراجع سعر الذهب أمس بنسبة 0,12 في المئة الى 1270,50 دولاراً للاونصة في تداولات بعد الظهر متأثراً بتماسك الدولار الاميركي في أسواق الصرف وبتوقعات خفضٍ خامس لسياسات تحفيز الاقتصاد الاميركي. ولكنّ الخسائر ظلت محدودة نتيجة استمرار التأزم العسكري في العراق وبيانات أظهرت ارتفاع نسبة التضخم في الولايات المتحدة الاميركية. وتراجع سعر الفضة ايضاً بنسبة 0,04 في المئة الى 19,73 دولاراً للأونصة.
النفط
ظلت أسعار النفط العالمية تلقى دعماً قوياً من تدهور الوضع العسكري في العراق خصوصاً بعد الاعلان عن توقيف العمل في مصفاة عراقية كبيرة، فزاد سعر النفط الاميركي في نيويورك بنسبة 0,30 في المئة الى 106,68 دولارات للبرميل كما زاد سعر نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,03 في المئة الى 113,48 دولاراً للبرميل.