Site icon IMLebanon

بري تحت المجهر !

 

لم يعد تهديد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالاغتيال موضوعاً مبنياً على تحذيرات أمنية واستخباراتية وهو ما كانت كشفته ” القدس العربي ” قبل حوالى شهرين بل تحوّل الى واقع نتيجة اعترافات أدلى بها عدد من الموقوفين في شبكات ارهابية أفادت بتفاصيل عن التخطيط لهذا الاغتيال، وأبرز هؤلاء الموقوفين محمود أبو علفة الذي ينتمي إلى “كتائب عبدالله عزام” الذي قال للمحققين في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إن أشخاصاً كانوا يتولون مراقبة كل مداخل عين التينة في بيروت، وبعض النقاط الحساسة التي يتردّد عليها بري، وفي ضوء ذلك، تم وضع سيناريو لعملية إرهابية تستهدفه بسيارة مفخخة يقودها أحد الانتحاريين، حتى لو اقتضى الأمر تجهيز أكثر من سيارة وأكثر من انتحاري في الوقت نفسه، أحدهما ينطلق بسيارته من المدخل الجنوبي قرب محلات Exotica للزهور والثاني من جهة المدخل الشمالي الأقرب إلى منطقة عين التينة ــ فردان.

ومحمود أبو علفة موقوف لدى فرع المعلومات منذ صبيحة التفجير المزدوج الذي استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية في بئر حسن يوم 19 شباط، وقد أقرّ بداية بانتمائه إلى ” كتائب عبد الله عزام “. وقبل وقوع الانفجارين في بئر حسن، قال للمحققين إن القيادي سراج الدين زريقات، كلّفه برصد الإجراءات الأمنية في محيط المستشارية الثقافية الإيرانية وتلفزيون المنار القريب منها.وعندما وقع الانفجاران بعد وقت قصير من اعترافات أبو علفة ذُهِل المحققون الذين تبلغوا ايضاً من الموقوف أنه طلب منه وضع خطة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مقر إقامة رئيس مجلس النواب في عين التينة. وأضاف أنه استطلع المنطقة أكثر من مرة، وعاين كل المداخل المؤدية إلى القصر، وقدّر قوة تحمّل البوابات الحديدية، ومدى مقاومتها للتفجيرات بناءً على حجمها.لكن استطلاع أبو علفة دفعه إلى الحسم بأن هذا الهدف متعذر التحقيق، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. إلا أن ذلك لم يثنه مع ابو زريقات عن السعي إلى تحقيق مبتغاهم، إذ كشف أن المخطط الأولي للعملية رسا على ضرورة تنفيذها بواسطة عدد من الانتحاريين.

وقد اطلع رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان أحد مساعدي الرئيس بري على هذه المعلومات مع نصيحة بوجوب اتخاذ أقصى تدابير الحماية، والتقليل من تنقلات رئيس المجلس في هذا الظرف السياسي الاستثنائي حيث ينتظر أن يدعو الرئيس بري ويترأس جلسة نيابية عامة تستمر 3 ايام لمناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة الجديدة الثقة، ثم من المنتظر أن يبدأ بعد 3 اسابيع الدعوة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية مع الدخول في المهلة الدستورية في 25 آذار.

وكانت شرطة المجلس النيابي إتخذت سلسلة من التدابير الاحترازية حول مقر عين التينة، ورصدت ” القدس العربي ” وضع جدران من الاسمنت تحجب الرؤية على طول المداخل وبإمكانها الحد من عصف أي إعتداء ارهابي، كما جرى تدعيم المداخل بأكثر من حاجز حديدي لصد أي هجوم انتحاري بواسطة سيارات مفخخة.