تقرير: خالد مجاعص
و ماذا بعد؟ فمونديال البرازيل هو عن حقّ اجتياح أميركا الجنوبيّة للمنتخبات الأوروبيّة. فما شهدته كرة القدم في الـ24 ساعة الأخيرة يمكن أن يتحوّل إلى واقع جديد لما تنتظره كرة القدم العالميّة. فبعدما كانت القارّة الأميركيّة تعتمد على منتخبين أميركيّين هما البرازيل والأرجنتين فقط، لخلق ما يعرف بشيء من التوازن مع المنتخبات الأوروبيّة العريقة والغنيّة، ها هي الفرق اللاتينيّة الأخرى كالمكسيك، الأوروغواي، التشيلي وكوستارريكا تلقّن أكثر المنتخبات الأوروبيّة تطوّراً دروساً في كرة القدم. فبعد الضربة القاتلة التي سدّدتها التشيلي بوجه منتخب إسبانيا وتجريدها من لقب بطولة العالم، كان دور منتخب الأوروغواي في تلقين إنكلترا درساً لن تنساه، قبل أن تأتي كوستاريكا وتهزّ عرش منتخب إيطاليا وثقته، فسيطرت عليها تقنيّاً سيطرة مطلقة، وفازت عليها بنتيجة هدف للاشيء، وكانت لتكون أكبر بكثير لولا العناية الإلهيّة وعناية الحكم التشيليانيّ الذي رفض احتساب ضربة جزاء لكوستاريكا كانت أكثر من واضحة .
و بهذا السيناريو المدوّي، بلغت كوستاريكا الدور ربع النهائيّ بفوزها على إيطاليا 1-0 بالمباراة التي جمعتهما على ملعب “برنامبوكو” ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، في حين خرجت إنكلترا رسميّاً من البطولة. سجّل براين رويز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 44. وكانت الأوروغواي تغلّبت على إنكلترا 2-1 في افتتاح الجولة. وهو الفوز الثاني على التوالي لكوستاريكا بعد الأوّل على الأوروغواي 3-1 في الجولة الأولى، فرفعت رصيدها إلى 6 نقاط بفارق 3 نقاط عن إيطاليا والأوروغواي اللذين يلتقيان في قمّة ساخنة في الجولة الثالثة على البطاقة الثانية المؤهلة إلى الدور الثاني. في المقابل، خرجت إنكلترا نهائيّاً من سباق التأهّل إلى الدور الثاني، حيث تحتلّ المركز الأخير من دون رصيد.
من ناحيتها، وفي مباراة منتظرة ضمن المجموعة الخامسة، سجّلت فرنسا هدفين مبكرين في الدقيقتين 17 و18 مهّدا الطريق إلى فوزها الكبير على جارتها سويسرا 5-2. وقد يكون خروج ستيف فون برجن مدافع سويسرا بسبب الإصابة بعد اصطدام مع أوليفييه جيرو، إحدى نقاط التحوّل في المباراة. وأثبت جيرو صحّة نظريّة مدرّبه ديدييه ديشان الذي أشركه للإستفاده من قوّته وطوله، بعدما أحرز الهدف الأوّل بعد مرور 17 دقيقة، إذ ارتقى عاليّاً لضربة ركنيّة نفّذها ماتيو فالبوينا، ولعب كرة قويّة برأسه، لم يستطع الحارس دييجو بناليو إيقافها.
ومع استئناف اللعب، مرّر فالون بهرامي لاعب وسط سويسرا الكرة بالخطأ إلى كريم بنزيمة الذي مرّرها إلى بليز ماتودي ليسدّدها على يمين الحارس بناليو محرزاً الهدف الثاني. وقبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول، انطلق جيرو في هجمة مرتدّة ولعب الكرة إلى فالبوينا الذي أودعها المرمى بسهولة تامّة. وأضاف بنزيمة الهدف الرابع في منتصف الشوط الثاني بعدما تلقّى تمريرة بينيّة من البديل بول بوجبا، وسدّد الكرة من بين ساقي بناليو، وهو الهدف الثالث للمهاجم الفرنسيّ ليتقاسم صدارة هدّافي البطولة.
وعاد بنزيمة ليصنع الهدف الخامس لموسى سيسوكو، الذي بدأ المباراة على حساب بوجبا، في الدقيقة 73. وقلص بليريم جمايلي النتيجة لسويسرا بتسديدة من ركلة حرّة من خارج منطقة الجزاء على يمين الحارس هوجو لوريس قبل تسع دقائق من نهاية المباراة.
وأضاف زميله جرانيت شاكا الهدف الثاني لسويسرا، مستفيداً من تمريرة من جوكان أينلر قائد الفريق. وكان بنزيمة قد أضاع ركلة جزاء في الدقيقة 32 بعدما تعرّض للعرقلة من يوهان جورو، لكنّ بناليو تصدّى للكرة لتعود إلى يوهان كاباي الذي سدّدها من مدى قريب لترتدّ من العارضة.
ورفع الفوز رصيد فرنسا إلى ستّ نقاط في صدارة المجموعة وتأتي سويسرا في المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط، بينما تتذيّل الإكوادور وهندوراس المجموعة من دون رصيد من النقاط قبل أن يلتقيا في وقت لاحق اليوم.