نقلت صحيفة “المستقبل” عن مصادر أمنية رفيعة أنه عند السادسة والنصف من صباح أمس، رنّ هاتف رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان “لدينا معلومات عن تفجيرات من الممكن أن تحصل خلال الساعات المقبلة في لبنان” قال له مسؤول أمني أميركي ناقلاً كذلك معطيات عن خلايا إرهابية محتمل وجودها في فندق “NAPOLEON” في منطقة الحمرا تقوم بالتخطيط لتنفيذ عمليات تفجير في بيروت ومناطق أخرى”.
ولفتت “المستقبل” إلى انه جرى التعامل مع هذه المعلومات الاميركية باعتبارها تأتي في سياق مؤكد لمعطيات “ورؤوس خيوط” متوافرة منذ ايام لدى الشعبة، فتم على الأثر اطلاق عمليات دهم وملاحقة أحاطت خطر الإرهاب وأخضعته تحت مجهر الأمن الوقائي.
وفور التبلغ بالمعلومة الاستخبارية المتقاطعة مع المخاوف الأمنية من تمدد الارهاب الاقليمي الى الساحة الداخلية، وفق ما روت مصادر “المستقبل”، باشر العميد عثمان بتنفيذ خطة إجراءات أمنية احترازية بعد أن أبلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص بالمعطيات التي بحوزته. المشنوق الذي كان من المقرر أن يلقي كلمةً في المؤتمر الاختياري في الأونيسكو برعاية وحضور الرئيس نبيه بري، بادر عند تمام الساعة السابعة إلا ربعاً إلى الاتصال ببري وإيقاظه من النوم قائلاً له: “دولة الرئيس سبق وأن حذرتك من مخطط لاستهدافك (من خلال اعترافات أحد الموقوفين عن عملية تستهدف عين التينة) والآن من واجبي أن أنبّهك مجدداً إلى وجود خطر وقوع تفجيرات محتملة في بيروت، لذلك أتمنى عليك أن تلغي انعقاد المؤتمر الاختياري”، وهكذا كان.
وأشارت “المستقبل” إلى أنه عند تمام الساعة التاسعة صباحاً، كان وزير الداخلية على وشك الدخول إلى دارة رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة فاتصل به وسأله: “دولة الرئيس أنت موجود في المنزل، لديّ معلومات خطيرة يجب أن أطلعك عليها”، فأكد له سلام أنه في المنزل ينتظره. وعندما اجتمعا أعلمه المشنوق بالمعطيات الأمنية المستجدة، فقرر رئيس الحكومة في ضوء ذلك الدعوة إلى اجتماع أمني طارئ برئاسته في السراي الحكومي.
في غضون ذلك، كانت وحدات من شعبة المعلومات بحسب “المستقبل” وأخرى من الأمن العام تشن عند الساعة السابعة والنصف عمليات دهم وتفتيش في فندق “NAPOLEON” حيث جرى التدقيق بهويات نزلاء الفندق والتحقيق مع 17 شخصاً منهم ثم اخلي 13 مع الابقاء على 4 أشخاص رهن التحقيقات، “وقد يكون أو لا يكون لهم علاقة بالمخططات الإرهابية المحتملة” بحسب ما حرصت المصادر الأمنية على التشديد، معتبرةً في هذا السياق أنّ “عملية دهم الفندق تمت وفق الإجراءات والمجريات الأمنية المعتادة عند تبلغ معلومات أو معطيات شبيهة، إلا أنّ المواكبة الإعلامية لهذه العملية أظهرتها بشكل مضخّم واستثنائي أمام الرأي العام ربطاً بمعطيات أمنية أخرى متزامنة”.