طوني رزق
تتطور السياسات النقدية العالمية بشكل متسارع لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية الأخيرة. وبعد التركيز على النمو الاقتصادي ومحاربة البطالة من خلال ضخ الاموال وخفض اسعار الفائدة، وصلت المصارف المركزية الكبرى الى استنتاج مفاده أن ركوب المخاطر يبقى الدواء الافضل لمحاربة الركود الاقتصادي.
بعد حوالي سبع سنوات على الأزمة المالية التي هزّت العالم، والتي كشفت اخطاء وارتكابات مصرفية خطيرة خصوصا على مستوى المشتقات المالية الى ماذا آلت اليه السياسات النقدية العالمية والتي بدأت المصارف المركزية الكبرى اعتمادها؟ فوجئ الخبراء والمحللون بتوجه المصارف المركزية نحو التشجيع على ركوب المخاطر المصرفية والمالية هربا من الوقوع في ركود اقتصاد ثان.
وقد ظهر هذا الهاجس الكبير في كلمة لرئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي أبدت فيها تشاؤما ازاء صلابة واستمرارية الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية. ويبدو ان المصارف المركزية الكبرى الاخرى في العالم لديها الهاجس نفسه من البنك المركزي الاوروبي والياباني والصيني والبريطاني وغيرها. فالجميع يتمسّك بابقاء اسعار الفائدة منخفضة قرب الصفر في المئة.
ويدفعون بذلك المستثمرين نحو التوظيف في بورصات الاسهم، اي في الشركات، لتحريك الاقتصاد. ويبدو ذلك مغريا مع الارتفاعات القياسية المتواصلة في اسواق الاسهم. ومع بقاء نسب التضخم متدنية وارتفاع شهية الاسواق نحو ركوب المخاطر وتحقيق افضل الارباح هجر الكثيرون التوظيف بالذهب.
ان اسعار الفائدة المنخفضة لم تدعم الذهب ولكنها في المقابل وجهت اسواق المال الى المزيد من الاقراض وبالتالي ضخ الاموال في النشاطات الاقتصادية المختلفة الاوجه مع تركيز خاص على الاقراض السكني.
وعليه، بات التشجيع على رفع نسبة المخاطر والدفع نحو المزيد من المبادرات الاستثمارية البريئة والديناميكية هو العلاج ضد الركود الاقتصادي ومعه البطالة والاضطراب الاجتماعي. ويحدث كل ذلك في مرحلة اعادة اصلاح العمل المصرفي العالمي، وبعد تحقيق المزيد من الشفافية المصرفية.
السوق اللبنانية
استمر مسلسل الصفقات الكبرى في بورصة بيروت الرسمية، اذ جرى تبادل 775000 سهم لبنك عودة (المدرجة) بسعر 6,65 دولار، وبتراجع 0,76 في المئة الامر الذي رفع حجم التداول الاجمالي امس الى 795811 سهما قيمتها 5,45 مليون دولار اميركي.
وسجل تبادل 69 عملية بيع وشراء تناولت تسعة اسهم مختلفة. وتباينت اسهم سوليدير لترتفع الفئة (أ) منها 0,51 في المئة وعلى 13,60 دولارا، وتتراجع الفئة (ب) بنسبة 1,02 في التوصل الى 13,52 دولارا. وتراجعت اسهم بنك عودة فئة GDR بقوة امس اي بنسبة 9,89 في المئة الى 6,56 دولار، كما تراجعت اسهم بنك بيبلوس 2008 بنسبة 0,39 في المئة الى 100,20 دولار.
وزادت اسهم GDR من بلوم 0,15 المئة الى 9,41 في المئة. واستقرت اسهم بنك عودة الفئة (F) و(G) على 100 دولار واسهم بيبلوس (2009) على 100,10 دولار. ومع ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0,61 في المئة الى 11,25 مليار دولار. اما في سوق القطع فاستقرت الاسعار الرسمية للدولار على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.
اسواق الصرف العالمية
عاد اليورو الى الهبوط دون مستوى 1,36 دولار رغم بقاء العملة الاميركية عرضة لضغوط نزولية بعد تراجع اليورو بنسبة 0,07 في المئة الى 1,3599 دولار.
وتماسك الدولار ليرتفع بنسبة 0,02 في المئة الى 0,9396 مقابل الدولار الاسترالي ونسبة 0,08 في المئة على 0,8949 فرنك سويسري ونسبة 0,10 في المئة الى 102,04 ين ياباني. وزاد ايضا بنسبة 0,04 في المئة الى 1,0822 دولار كندي. ويبدي المتداولون الكبار في اسواق الصرف العالمية حذرا في المرحلة الراهنة مع تضارّب المعطيات وخصوصا في الولايات المتحدة الاميركية.
ويبقي ذلك تحرك العملات الرئيسية ضمن نطاقات ضيقة عموما. وجاء انتعاش الدولار امس ايضا بعد عمليات البيع الكبيرة التي تعرض لها غداة تصريحات رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي المتشائمة.
الاسهم العالمية
ارتفعت الاسهم في بورصة وول ستريت الاميركية واستمر ارتفاع الاسهم في البورصات الاوروبية بدعم من صعود مؤشر فوتسي البريطاني الذي اتجه الى اقفال نشاط الاسبوع على مكاسب كبيرة. وزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0,09 في المئة قبل الظهر الى 16921 نقطة.
وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,13 في المئة الى 1959 نقطة. لكن مؤشر ناسداك كان منخفضا بنسبة 0,08 في المئة الى 4359 نقطة. وفي اوروبا زاد مؤشر فوتسي البريطاني امس بنسبة 0,31 في المئة على 6834 نقطة. وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0,32 في المئة الى 10036 نقطة.
اما في آسيا، فتراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو اليابانية بنسبة 0,08 في المئة الى 15349 نقطة، في حين زاد مؤشر هونغ كونغ 0,11 في المئة الى 23194 نقطة. وزاد مؤشر شانغهاي بنسبة 0,46 في المئة على 2137 نقطة. ولقيت الاسهم الاوروبية دعما من ارتفاع اسهم شركات الادوية خصوصا.
الذهب
انخفض سعر الذهب امس بعد الصعود الكبير امس الاول والذي تجاوز معه مستوى 1300 دولار للاونصة فتراجع امس بعد الظهر بنسبة 0,75 في المئة الى 1310,53 دولار للاونصة. لكن الفضة زادت بنسبة 0,30 في المئة الى 20,71 دولارا للاونصة. وكان ضعف الدولار بعد الاقبال على بيعه والعوامل الجيوسياسية (في العراق تحديدا) قدمت دعما كبيرا للذهب ليحلق فوق مستوى 1300 دولار للاونصة