تقرير: غسان عبدالقادر
هل بدأ السواح بمغادرة لبنان قبل بدء الموسم؟ طرح هذا السؤال نفسه عندما وجهت وزارة خارجية الامارات العربية المتحدة في وقت متأخر من مساء الأمس نداءً الى مواطني الامارات عدم السفر في الوقت الحاضر إلى لبنان، نظراً للأحداث الأخيرة والأوضاع الأمنية المضطربة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات (وام). وقال حمد محمد الجنيبي القائم بالأعمال في سفارة الدولة لدى لبنان إنّ على مواطني الدولة المتواجدين حالياً في لبنان ضرورة المغادرة فوراً من خلال التواصل والتنسيق مع سفارة الدولة في بيروت. IMLebanon اتصل بسفارة الامارات في بيروت متسائلاً عن القرار الذي اكده أحد الموظفين المتواجدين هناك والذي رفض الكشف عن اسمه مشيراً الى أنّ السفارة على تواصل مع مواطنيها في لبنان من خلال خدمة “تواجدي” الخاصة بمواطني الامارات، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل لأنّ السفارة تقفل ابوابها أيام الآحاد.
على أثر ذلك، أجرى IMLebanon اتصالاً بعضو نقابة أصحاب الفنادق في لبنان السيد نسيم قانصو والذي أسف لهذا القرار قائلاً “في كل مرة نحاول ان نخلق الأمل ونتمسك به ولكن للأسف أحلامنا تضيع ويسيطر ا لأحباط لأنّ الوضع غير مشجع أبداً خصوصاً أننا في الوقت الحالي من المفترض ان نكون في قمة الموسم، فإذا بنا نكتشف ان الموسم السياحي للعام 2014 قد تلاشى. نحن في لبنان اعتمادنا شبه الكلي على السواح الخليجيين وكنا نتوقع من مواطني الخليج القدوم الى لبنان حيث اعلنتها اكثر من مرة دولٌ مثل الكويت والسعودية وقطر وغيرها. ولكن ما حصل لجهة التصعيد الأمني جعل الكثيرين يعيدون حساباتهم ووجهة سفرهم”.
واشار قانصو في حديثه “أنّ الوجهة الأساسية البديلة عن لبنان لسواح الخليج باتت تركيا لجملة أسباب منها قربها الجغرافي واقتراب شهر رمضان وسهولة الانتقال الى اوروبا بالإضافة الى حالة عدم الاستقرار والجمود في المنطقة العربية ككل من مصر الى لبنان وسوريا نتيجة الهزات الأمنية”.
كما قدّر قانصو حجم انفاق السائح الخليجي في لبنان بـ”300 دولار وما فوق بشكل يومي ابتداءً من الفندق ومن ثم الى سائر النفقات الأخرى وقد تتججاوز هذا المبلغ بكثير. و ما نشهده هو خسارة هائلة للبلد نعيشها لمدة 3 سنوات متواصلة. ونحن كأصحاب فنادق في بيروت وشارع الحمراء بالتحديد كنا نعتمد على السياحة الطبية أما الآن فقد فقدنا تماماً هذا النوع من الإقبال السياحي”.
وعن الحجوزات، أوضح قانصو متخوفاً “مازال من المبكرالحكم على حصول الغاء للحجوزات ولكن أصلاً كانت هذه الحجوزت ضئيلة مقارنة بالمواسم الماضية. غير ان الخشية تكمن من غياب السياح في فترة الأعياد والفترة ما بعد رمضان وخلال المهرجانات. هذا البلد يقوم على السياحة والفنادق وإذا لم نعمل فجميع القطاعات الاقتصادية الأخرى كالنقل والطعام سيلحق بها الضرر لا سمح الله”.
وينقل قانصو شكواه للجهات المختصة “نملك 3 فنادق في الحمرا لوحدها يعمل فيها ما يقارب من 150 موظفاً يعتاشون هم وعائلاتهم. نحن ملتزمون مع هؤلاء الموظفين ولا نستطيع التخلي عنهم بل نعمل كعائلة واحدة ولا يمكن أن نتوجه الى القيام بعملية صرف لموظفينا الأكفاء خصوصاً أننا مررنا بتجارب أسوأ ولكن على المعنيين أن يعملوا على تسهيل الأمور بالنسبة لنا لجهة الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان”.