اسدل المنتخب الاسباني الستار على حقبة ذهبية من تاريخه فرض فيها نفسه الرقم الصعب في عالم الكرة المستديرة، بفوز “هامشي” على نظيره الاسترالي 3-صفر الاثنين على ملعب “ارينا دا بايكسادا” في كوريتيبا في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسة المجموعة الثانية لمونديال البرازيل 2014.
ودخل “لا فوريا روخا” الى هذه المباراة وهو فاقد الامل بالتأهل الى الدور الثاني ومحاولة الاحتفاظ باللقب الذي توج به للمرة الاولى قبل اربعة اعوام، وذلك بعد ان اذل في مباراتيه الاوليين امام هولندا وصيفته (1-5) وتشيلي (صفر-2) اللتين حجزتا بطاقتي هذه المجموعة الى الدور الثاني.
ويتوقع ان تلي المباراة سلسلة من الاعتزالات الدولية خصوصا للاعبي وسط ريال مدريد تشابي الونسو (32 عاما)، وتشافي هرنانديز (34 عاما) ودافيد فيا (32 عاما) الذي ودع المنتخب بهدف عزز من خلال رقمه القياسي (59 في 89 مباراة) امام راوول غونزاليس (44 في 102) وفرناندو توريس (38 في 111) الذي كان صاحب الهدف الثاني في مباراة اليوم، قبل ان يضيف البديل خوان ماتا الثالث.
وعمد المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي منحه الاتحاد الاسباني الثقة حتى انتهاء عقده، الى خوض اللقاء بتشكيلة معدلة كثيرا بقي منها اربعة لاعبين من الذين خاضوا لقاء تشيلي وهم سيرخيو راموس وجوردي البا وتشابي الونسو واندريس انييستا الذي احتفل بمباراته المئة بقميص “لا فوريا روخا”، واصبح تاسع لاعب في تاريخ منتخب بلاده يبلغ هذا الحاجز بعد ايكر كاسياس، تشافي، اندوني زوبيزاريتا، سيرخيو راموس، تشابي الونسو، توريس، راوول وكارليس بويول.
وقد اوكل دل بوسكي المهام الهجومية للثنائي فيا وتوريس فيما ابقى دييغو كوستا على مقاعد الاحتياط.
اما بالنسبة لاستراليا، فحرم الايقاف تيم كايهل من توديع المنتخب، فيما جلس مارك بريتشيانو على مقاعد الاحتياط حتى الشوط الثاني، فكان اوليفر بوزانيتش وادم تاغارت التغييرين الوحيدين في التشكيلة التي خاض بها انجي بوستيكوغلو مباراة هولندا.
وجاءت بداية المباراة باهتة من قبل الفريقين اللذين عجزا عن تشكيل اي خطورة على المرميين حتى الدقيقة 21 عندما لعب انييستا كرة عرضية من الجهة اليمنى لفيا الذي حاول تسديدها “طائرة” لكن المهاجم الجديد لنيويورك سيتي الاميركي اطاح بها في المدرجات.
ثم حصلت اسبانيا على فرصة اخرى من الظهير المتقدم جوردي البا الذي سدد كرة قوية لكنه اصطدم بتألق الحارس ماتيو راين (23)، ثم اتبعها فيا بفرصة اخرى حين توغل في الجهة اليسرى للمنطقة الاسترالية قبل ان يلعب كرة عرضية مرت من امام المرمى دون ان تجد من يتابعها في الشباك (33).
وعوض فيا هذه الفرصة بهدف رائع بكعب قدمه اثر هجمة منسقة بدأها انييستا بتمريرة بينية متقنة الى خوانفران المتوغل في الجهة اليمنى ليعكسها الاخير الى زميل الموسم الماضي في اتلتيكو مدريد بطل الدوري، فتابعها الاخير بشكل مميز بكعب قدمه على يمين الحارس الاسترالي (36)، مسجلا الهدف السابع له في المباريات الـ11 الاخيرة لبلاده في كأس العالم ومعززا رقمه القياسي من حيث عدد الاهداف مع المنتخب الوطني بتسجيله هدفه ال59 في مباراته ال98 والاخيرة مع “لا فوريا روخا”، اذ سبق ان اعلن قبيل انطلاق النهائيات ان البرازيل 2014 ستكون مشاركته الاخيرة.
واصبح فيا اول لاعب يسجل في النهائيات بكعبه منذ ان حقق ذلك النمسوي بورنو بيتزي في الدور الثاني من مونديال 1982 ضد ايرلندا الشمالية (2-2)، كما اصبح رابع لاعب اسباني يسجل في ثلاث نسخات من كأس العالم بعد خوليو ساليناس وفرناندو هييرو وراوول.
وحصل الاسبان على فرصة لتعزيز تقدمهم بهدف ثان من تسديدة بعيدة للاعب وسط اتلتيكو مدريد كوكي لكن محاولة الاخير مرت قريبة جدا من القائم الايمن (41).
وواصل المنتخب الاسباني اندفاعه وكاد ان يصل الشباك عندما توغل سانتي كازورلا في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية خطيرة جدا لكن المدافع اليكس ويلكينسون تدخل في الوقت المناسب وانقذ الموقف (45).
وجاءت بداية الشوط الثانية مماثلة لبداية الاول اذ غابت الفرص عن المرميين ثم شهدت الدقيقة 56 خروج فيا واستبداله بخوان ماتا، وبدا التأثر واضحا على مهاجم فالنسيا وبرشلونة واتلتيكو السابق لانه كان يودع المنتخب الذي بدأ مشواره معه في التاسع من شباط 2005 ضد سان مارينو (5-صفر) في مباراة ضمن تصفيات مونديال 2006، باسوأ طريقة ممكنة بعد هذه المشاركة “المذلة” لبلاده في النهائيات.
ثم اكد توريس الفوز الاسباني بهدف ثان سجله في الدقيقة 69 بعدما وصلته الكرة من تمريرة بينية متقنة من انييستا فكسر مصيدة التسلل قبل ان يضعها بعيدا عن متناول الحارس.
ووجه ماتا الضربة القاضية للاستراليين باضافة الهدف الثالث في الدقيقة 82 اثر تمريرة مميزة من البديل الاخر سيسك فابريغاس فسيطرة على الكرة عند الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء قبل ان يسددها بحنكة بين ساقي الحارس.